احتيال ممنهج.. ووعود زائفة بالربح السريع
استقطبت منصة FBC آلاف المصريين، خصوصًا من محافظات الدلتا والصعيد، عبر الترويج لنظام تسويق إلكتروني مزيف، زاعمة أنها تمنح أرباحًا للمستخدمين مقابل مشاهدة الإعلانات والترويج للتطبيقات. ومع تحقيق الأرباح الأولية، بدأ المستخدمون بإقناع آخرين بالانضمام، فيما بدا وكأنه نظام هرمي احتيالي.
وفقًا للتقارير، استولت المنصة على أكثر من 6 مليارات دولار من نحو مليون شخص، قبل أن تختفي فجأة وتمنع المشتركين من سحب أموالهم. وتشير مصادر إلى أن المنصة امتداد لمنصات احتيالية أخرى مثل PHD، حيث تعتمد على إغراء الضحايا بمكاسب سريعة، ثم تحتجز أموالهم وتغلق أبوابها.
“العشاء الأخير”.. كيف توسعت FBC في مصر؟
اعتمدت FBC على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تليغرام، للترويج لخدماتها، حيث كان المسؤولون عن المنصة يستقطبون الضحايا عبر مجموعات مغلقة، ويطالبونهم بإيداع أموالهم عبر محافظ إلكترونية.
وبحسب الضحايا، كان المسؤولون يعقدون حفلات وعزومات ضخمة في محافظة الغربية لإقناع المشاركين بجلب المزيد من العملاء، مع وعود بتحقيق أرباح خيالية، تصل إلى 2800 جنيه شهريًا لكل 15 مشتركًا جديدًا، و18 ألف جنيه لكل 100 مشترك.
الاختفاء المفاجئ.. وذريعة “القرصنة الإلكترونية”
مع انتشار الشكاوى، اختفت المنصة فجأة وأغلقت موقعها الإلكتروني، وأبلغت المستخدمين عبر تليغرام بأنها تعرضت لهجوم إلكتروني أدى إلى توقف خدماتها.
لكن المفاجأة الكبرى كانت تسريب بيانات المشتركين، حيث كشف د. محمد الحارثي، استشاري أمن المعلومات، أن بيانات جميع مستخدمي FBC أصبحت متاحة على الدارك ويب، مما يعني أن الضحايا قد يواجهون مخاطر إضافية مثل سرقة حساباتهم الإلكترونية وابتزازهم ماليًا.
وبحسب الحارثي، لم يقتصر التسريب على أسماء المستخدمين وأرقام هواتفهم، بل شمل بيانات حساسة مثل الحسابات البنكية، وسجلات البحث، والمعلومات المحفوظة على الأجهزة المرتبطة بالمنصة، وهو ما يهدد خصوصيتهم وأمانهم المالي.
جهود رسمية وتحقيقات مستمرة
أعلنت المنصة أنها تتواصل مع مركز EG-CERT، الجهة الحكومية المسؤولة عن الأمن السيبراني في مصر، لاستعادة خدماتها، لكن الخبراء يشككون في صحة هذه الادعاءات، مرجحين أنها مجرد محاولة لكسب الوقت قبل الاختفاء النهائي.
تحذيرات من المنصات الاحتيالية
أكدت التقارير أن FBC لم تكن مرخصة من أي هيئة مالية معتمدة، ما جعلها نموذجًا صارخًا لمنصات النصب الإلكتروني التي تستغل رغبة الشباب في تحقيق أرباح سريعة.
ودعا خبراء الأمن الرقمي إلى ضرورة رفع الوعي بمخاطر الاستثمار في المنصات غير المرخصة، محذرين من أن نظم التسويق الهرمي غالبًا ما تنتهي بفقدان المستثمرين لأموالهم.