تصاعدت التحذيرات من احتمال عودة العنف المسلح في ليبيا بعد سلسلة من الأحداث الأمنية والتوترات العسكرية التي شهدتها مناطق مختلفة في البلاد. وبرزت مدينة أوباري جنوب غرب ليبيا كأحد مراكز الصراع، حيث أعلنت قوات الجيش الليبي سيطرتها على معسكر “تيندي”، التابع للمجلس الرئاسي، بسبب عدم التزام قواته باتفاق حفظ الأمن. يأتي ذلك بالتزامن مع مواجهات مسلحة في مدينة سرت بين اللواء 128 والكتيبة 77، مما أثار قلقاً متزايداً من انهيار وقف إطلاق النار.
مخاوف من انهيار الأوضاع الأمنية
تواجه ليبيا حالة من التوتر السياسي وتعثّر العملية السياسية، مما يعزّز المخاوف من انهيار الاستقرار الأمني في البلاد. ويرى مراقبون أن هذه التوترات قد تؤدي إلى ظهور مناطق خاضعة لسيطرة الميليشيات المسلحة، ما يمنح الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة مساحة لتنظيم عملياتها.
موقف مصر وتحذيرات من تهديد الحدود
على الجانب المصري، تزايدت المخاوف من تسلل عناصر إرهابية ومقاتلين أجانب إلى غرب ليبيا، مما يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري. وفي تصريحات خاصة لـ”العربية.نت”، أكد اللواء أركان حرب محمد رفعت جاد، المتخصص في الشؤون العسكرية، أن تحركات الميليشيات المسلحة في الغرب الليبي تتم بدعم خارجي، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار. كما أشار إلى أن تنظيم داعش لا يزال يمتلك خلايا نائمة في جنوب وغرب ليبيا ويستهدف استقطاب مقاتلين أجانب.
وأضاف جاد أن انهيار السيطرة الحكومية في غرب ليبيا قد يؤدي إلى تهريب الأسلحة إلى دول الجوار، بما فيها مصر، مشيراً إلى أهمية مراقبة الحدود الغربية واستخدام تقنيات حديثة تشمل الطائرات المسيرة والرادارات لتأمينها.
تعزيزات التحالف الدولي تدخل سوريا.. خطوة جديدة لتعزيز النفوذ في كوباني
إسرائيل تفرض سيطرتها على سد المنطرة بالقنيطرة وتتصاعد التوترات في الجولان السوري
حكيم يفكر في اعتزال الغناء عام 2025: “الدنيا مليانة مطربين والشباب موهوبون”
خط سرت-الجفرة.. خط أحمر مصري
منذ إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عام 2020 عن خط سرت-الجفرة كخط أحمر للأمن القومي المصري، تواصل مصر مراقبة الأوضاع عن كثب. وأوضح اللواء جاد أن التقارب المصري-التركي الحالي قد يسهم في تقليل احتمالات تجاوز هذا الخط، حيث يعمل البلدان على تنسيق مواقفهما لدعم العملية السياسية الليبية.
تعزيز الحل السياسي
أكدت مصر دعمها المستمر للحل السياسي في ليبيا من خلال استضافة اجتماعات الأطراف الليبية وتكثيف التنسيق الإقليمي مع تونس والجزائر. كما أشار جاد إلى أن توحيد الجهود الدولية والإقليمية قد يدفع العملية السياسية الليبية نحو تحقيق استقرار دائم، سواء عبر انتخابات عامة أو مبادرات سلام شاملة.
الخلاصة
في ظل التوترات المتزايدة في ليبيا، تسعى مصر إلى الحفاظ على استقرار حدودها وتعزيز الحل السياسي كبديل للتدخل العسكري. ويبقى التنسيق الإقليمي والتفاهمات الدولية عوامل حاسمة لتجنب عودة العنف في المنطقة.