كشفت مصادر خاصة لقناتي “العربية” و”الحدث” عن أبرز ملامح الوثيقة العربية التي تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وتقديم حلول استراتيجية لمعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع. الوثيقة التي تشمل بنودًا دقيقة تتعلق بالهدنة، الإعمار، والرقابة الدولية، تسعى إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.
هدنة طويلة الأمد لضمان وقف العمليات العسكرية
أحد أبرز البنود التي تضمنتها الوثيقة العربية هو الإعلان عن هدنة تمتد لعشر سنوات، تعهدت خلالها الأطراف الدولية بمنع أي عمليات عسكرية إسرائيلية ضد قطاع غزة. تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه القطاع أزمات إنسانية متفاقمة جراء الحرب المستمرة، ويسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول تهدف إلى حفظ الأمن والاستقرار على المدى الطويل.
إدارة فلسطينية تحت إشراف دولي
تتضمن الوثيقة أيضًا تشكيل لجنة انتقالية فلسطينية لإدارة شؤون غزة، وهي خطوة تأخذ بعين الاعتبار ضرورة وجود إشراف دولي لضمان تنفيذ بنود الاتفاق بفاعلية وشفافية. اللجنة ستعمل على تنسيق الجهود المتعلقة بالحكومة المحلية في القطاع، وتوفير آليات رقابية للحفاظ على تنفيذ الاتفاقات.
إعمار غزة: خطة شاملة تحت إشراف الدول المانحة
أحد المحاور الأساسية في الوثيقة هو إنشاء لجنة خاصة من الدول المانحة للإشراف على عمليات إعادة الإعمار في غزة. سيتولى هذا الفريق التنسيق مع الجهات الدولية والمحلية لتوجيه الأموال المخصصة لعملية الإعمار، وضمان استخدام هذه الأموال بشكل فعال، مع مراعاة احتياجات القطاع الفلسطيني. الوثيقة تنص أيضًا على عرض خطة إعادة الإعمار على الولايات المتحدة قبل نهاية الشهر الجاري.
مصر: الدور الريادي في إعادة إعمار غزة
وأوضحت المصادر أن مصر قد أنجزت نحو 70% من استراتيجية إعادة إعمار غزة، حيث تركز الخطة المصرية على توظيف الفلسطينيين داخل القطاع، مما يضمن استدامة فرص العمل دون الحاجة إلى تهجير السكان. كما أشار المصدر إلى أن العمل جاري على وضع آليات لإعادة بناء البنية التحتية الضرورية للقطاع.
القمة العربية الطارئة: احتمالية التأجيل بسبب التوقيت
وفي سياق متصل، صرح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بأن القمة العربية الطارئة المزمع عقدها في مصر يوم 27 فبراير الجاري قد تتأجل. ويرجع ذلك إلى اعتبارات تتعلق بجداول قادة الدول المشاركة، إذ أن مصر تسعى إلى ضمان حضور أكبر عدد ممكن من القادة لضمان نجاح القمة.
موقف العرب من القضية الفلسطينية والتحديات الإسرائيلية
أكد السفير زكي أن الهدف الأساسي من القمة هو تشكيل موقف عربي موحد لدعم القضية الفلسطينية، والتأكيد على رفض أي مخططات إسرائيلية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو فرض سيطرة إسرائيلية على غزة. كما أشار إلى أن النقاشات ستركز على ضرورة إعادة إعمار غزة عبر جهود فلسطينية، مع إصدار وثيقة رسمية تدعم صمود الشعب الفلسطيني.
الحديث عن خطة ترامب: إجماع عربي على احترام إرادة الفلسطينيين
وتطرق زكي أيضًا إلى موقف الدول العربية من خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن غزة، مؤكدًا أن الموقف العربي الثابت هو احترام إرادة الشعب الفلسطيني. وأوضح أن الفلسطينيين يرفضون أي محاولة لفرض مخطط تهجير على القطاع، مؤكدًا أن الحل المقبول على المستوى العربي هو أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم حتى يتم التوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية.
التنسيق العربي: القمة الخماسية في الرياض
وفي ما يخص التنسيق بين الدول العربية، كشف زكي عن تفاصيل القمة الخماسية التي ستُعقد في الرياض قبل القمة الطارئة في مصر. القمة ستجمع ممثلين عن مصر، الأردن، السعودية، الإمارات وقطر، وهي تأتي في إطار التنسيق المستمر منذ بداية الحرب في غزة عبر اجتماعات وزراء الخارجية لهذه الدول. قد يتم دعوة فلسطين للمشاركة في القمة، والتي ستهدف إلى وضع إطار عام للموقف العربي، والذي سيتم عرضه لاحقًا في جامعة الدول العربية.
التحديات المالية للسلطة الفلسطينية
في ختام تصريحاته، لفت السفير زكي إلى أن السلطة الفلسطينية تعاني من أزمة مالية خانقة بسبب الإجراءات الإسرائيلية، مما يعيق قدرتها على الحفاظ على الأمن والنظام داخل القطاع. وناشد الدول العربية تقديم دعم سياسي وأمني تدريجي لتعزيز قدرة السلطة الفلسطينية في مواجهة التحديات التي تواجهها في هذه المرحلة الدقيقة.