في تطور جديد يخص القضية الفلسطينية، أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتوقع من الأردن ومصر استضافة الفلسطينيين بشكل مؤقت خلال عملية إعادة إعمار قطاع غزة. جاء ذلك في أعقاب اقتراح ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع بعد ترحيل سكانه، وهو ما أثار موجة من الجدل والانتقادات في المنطقة والعالم.
الولايات المتحدة ترفض تمويل إعادة إعمار غزة
في تصريحات صحفية يوم الأربعاء، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن الولايات المتحدة لن تتحمل تكاليف إعادة إعمار غزة. وأوضحت أن إدارة ترامب ستتعاون مع شركائها في المنطقة لإعادة بناء القطاع، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي يعتبر خطته “تاريخية” ولا تتضمن نشر قوات أمريكية في غزة. وأضافت ليفيت: “الرئيس ترامب مستعد لإعادة بناء غزة للفلسطينيين بالتعاون مع شعوب المنطقة المحبة للسلام.”
مصر والأردن تحت الضغط
وفقًا لتصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، فإن مقترح ترامب يهدف إلى الضغط على الدول العربية المجاورة لغزة، خاصة مصر والأردن، لتقديم حلول بديلة. وأكد والتز في مقابلة مع شبكة “سي بي أس” الأمريكية أن هذه الأفكار ستساهم في دفع المنطقة لتقديم حلولها الخاصة. كما أشار إلى أن من يرفض هذا المقترح يفتقر إلى رؤية واقعية لمستقبل الشعب الفلسطيني.
وزير الخارجية الأمريكي يؤكد على الطبيعة غير العدائية للمقترح
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إن عرض ترامب بإعادة إعمار غزة يعد فريدًا من نوعه، مشيرًا إلى أن سكان القطاع سيضطرون إلى العيش في مكان آخر أثناء عملية الإعمار. وأكد روبيو أن المقترح ليس خطوة عدائية، وأن التفاصيل ستتم مناقشتها مع الأطراف المعنية. وأضاف: “العرض يهدف إلى إزالة الحطام وإعادة بناء غزة بشكل كامل.”
انتقادات عربية ودولية
أثارت تصريحات ترامب موجة من الانتقادات في الأوساط العربية والدولية، حيث اعتبرتها العديد من الدول خروجًا عن السياسة الأمريكية التقليدية المتمسكة بحل الدولتين. وأكدت دول مثل مصر والأردن والسعودية مرارًا على رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. كما أشار مراقبون إلى أن المقترح الأمريكي يتجاهل عقودًا من الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
ردود فعل فلسطينية
من جانبها، رفضت السلطة الفلسطينية بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة. وقال مستشار الرئيس محمود عباس إن مثل هذه الخطط تتعارض مع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وتُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. وأضاف: “لا يمكن أن يكون هناك حل لأزمة غزة على حساب شعبها.”
سيناريوهات مستقبلية
في ظل هذه التطورات، يرى مراقبون أن المقترح الأمريكي قد يفتح الباب أمام سيناريوهات مستقبلية معقدة، خاصة في ظل رفض الدول العربية القوية مثل مصر والأردن لأي خطط تتضمن تهجير الفلسطينيين. كما أن التزام الولايات المتحدة بعدم تمويل إعادة إعمار غزة يضع عبئًا إضافيًا على الدول العربية والمنظمات الدولية.