أثارت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن غزة موجة من الجدل، بعدما أكد في حديثه مع شبكة “فوكس نيوز” أنه لا يعتزم فرض خطته على الفلسطينيين، لكنه يوصي بها فقط، مشيرًا إلى أن غزة “مدمرة بالكامل”، وأن سكانها لو أتيحت لهم الفرصة سيغادرونها.
يأتي ذلك بعد أيام من تصريحاته المثيرة التي أشار فيها إلى رغبته في شراء غزة وامتلاكها، مع اقتراح منح أجزاء من القطاع لدول أخرى في الشرق الأوسط للمساهمة في إعادة إعماره، قبل أن يتراجع لاحقًا عن هذه الفكرة، لكنه أبقى على مقترح إفراغ القطاع الفلسطيني.
هل تراجع ترامب عن التهجير؟
رغم أن بعض المراقبين اعتبروا تصريحاته الأخيرة تراجعًا عن خطة التهجير القسري، فإن اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أكد لـ**”العربية.نت”** و**”الحدث.نت”** أن موقف الإدارة الأميركية لم يتغير.
وأوضح أن جميع تصريحات ترامب منذ يناير الماضي تصب في اتجاه تهجير السكان، لكنها تختلف من حيث الوسائل والأساليب والتوقيتات، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات قد تكون مجرد محاولة لتهدئة ردود الفعل العربية والدولية، واستكشاف مدى استجابة الأطراف المعنية للمقترحات الأميركية.
متى يمكن اعتبار التهجير قد أُلغي؟
بحسب الدويري، فإن الحديث عن تراجع حقيقي في موقف ترامب لا يكون إلا عبر بيان رسمي من البيت الأبيض يشير بوضوح إلى إلغاء المقترح أو على الأقل تجميده، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
خالد يوسف يلجأ للقضاء.. بلاغات قانونية ضد شخصيات عامة بسبب التشهير والسب
محمد رمضان يوزع الأموال في الشارع.. ما حقيقة المشهد المثير للجدل؟
جريمة التجمع الخامس: تفاصيل صادمة لمحاكمة رجل الأعمال المتهم بقتل زوجته مرام
مقتل آية عادل في الأردن.. انتحار أم جريمة قتل؟
بل إن تصريحات ترامب الأخيرة حملت إشارات تعكس استمرار الفكرة، خاصة عندما قال إنه لا يزال يستغرب انسحاب إسرائيل من غزة رغم موقعها الجغرافي المتميز، وهو ما يعكس رؤية أميركية لا تزال قائمة تجاه القطاع.
التهجير الطوعي.. تكتيك جديد؟
وحول حديث ترامب عن إعطاء سكان غزة حرية الاختيار في البقاء أو المغادرة، يرى الدويري أن ذلك محاولة لدفع الفلسطينيين إلى التهجير الطوعي بدلًا من القسري، حيث إن التهجير القسري سيواجه بتداعيات أمنية وسياسية خطيرة على المنطقة بأكملها.
كيف يمكن مواجهة هذه المخططات؟
أكد اللواء الدويري أن المقترح الأميركي يحظى بدعم إسرائيلي قوي، حيث يتماشى مع المخططات الإسرائيلية لإعادة تشكيل الخارطة السياسية في المنطقة، مشددًا على أن الموقف العربي القوي والواضح هو حائط الصد الأخير ضد أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو التأثير على الأمن القومي العربي.