أكد النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ المصري، على ضرورة توحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات الإقليمية والاقتصادية المشتركة، داعيًا إلى تشكيل كيان تفاوض عربي قوي يمكنه تغيير المعادلات على الأرض. جاء ذلك خلال حواره ببرنامج “حال بلدنا” المذاع على “الراديو 9090″، حيث ناقش القضايا الإقليمية الملحة والتأثيرات الاقتصادية للتوترات السياسية على مصر.
دعوة لتوحيد الصف العربي
أشار النائب أحمد سمير إلى أن التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية، مثل قضية التهجير والقضية الفلسطينية، تتطلب تنسيقًا عربيًا أقوى. وأكد أن التصريحات المنسقة الصادرة عن العديد من القيادات العربية تعكس رؤية موحدة ترفض الظلم وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف: “كانت هناك مواقف عربية تاريخية رائعة في مواجهة التحديات، وعلينا اليوم أن نعيد هذه الروح في ظل الأزمات الحالية.” كما أعرب عن أمله في أن تتحول هذه التصريحات إلى تحركات فعلية على الأرض، من خلال تشكيل كيان عربي قوي يمكنه التفاوض بشكل فعال حول القضايا الإقليمية الكبرى.
تأثير التحديات السياسية على الاقتصاد المصري
تطرق النائب إلى الأبعاد الاقتصادية للوضع الراهن، موضحًا أن التوترات السياسية الإقليمية تؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري. وأشار إلى أن قطاعي التجارة والسياحة يتحملان العبء الأكبر من هذه الضغوط، حيث تعاني مصر من تحديات كبيرة في هذين القطاعين الحيويين.
وأكد سمير أن مصر يجب أن تكون مستعدة لمواجهة التحديات الاقتصادية الناتجة عن الظروف السياسية المعقدة، قائلًا: “لقد مرت الفترة الماضية بإجراءات تقشفية على العديد من مستويات الاقتصاد، وعلينا أن نكون أكثر مرونة في التعامل مع التحديات المستقبلية.”
قناة السويس والسياحة.. شريان الحياة للاقتصاد
أوضح النائب أن قناة السويس تُعتبر شريانًا حيويًا للاقتصاد المصري، وأي تأثيرات سلبية على هذا المسار يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة. كما تناول أهمية استقرار قطاع السياحة، الذي يعد أحد أهم مصادر الدخل القومي، مشيرًا إلى أن الأحداث السياسية الإقليمية قد تؤثر سلبًا على حركة السياح.
وأكد أن مصر بحاجة إلى تعزيز جهودها لحماية هذين القطاعين من التقلبات السياسية، مع العمل على تنويع مصادر الدخل لضمان استقرار الاقتصاد في الأجل الطويل.
كيان تفاوض عربي لتغيير المعادلات
دعا النائب أحمد سمير إلى تشكيل كيان تفاوض عربي قوي يمكنه تمثيل المصالح العربية بشكل فعال في المحافل الدولية. وأكد أن مثل هذا الكيان يمكنه تغيير المعادلات على الأرض، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الكبرى التي تواجهها المنطقة.
وأضاف: “يمكننا تغيير المعادلات على الأرض إذا اتحدنا كدول عربية. يجب أن نعمل معًا لمواجهة الضغوط الخارجية وحماية مصالحنا المشتركة.”
خاتمة
تأتي تصريحات النائب أحمد سمير في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحولات سياسية واقتصادية كبيرة، مما يتطلب تعاونًا عربيًا أقوى لمواجهة التحديات المشتركة. وتسلط دعوته لتشكيل كيان تفاوض عربي الضوء على الحاجة إلى إستراتيجية عربية موحدة يمكنها حماية المصالح العربية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
