في خطوة تؤكد موقفها الثابت، جددت مصر التأكيد على رفضها الكامل لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددة على أن ذلك يشكل تهديدًا للأمن القومي لدول المنطقة بأسرها. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، لرئيس تيار الحكمة الوطني العراقي، عمار الحكيم، حيث تطرق السيسي إلى ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تبادل الأسرى والمحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع في إطار خطة لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
الرئيس السيسي أكد أيضًا على أهمية بدء عملية إعادة إعمار غزة دون أن يتسبب ذلك في تهجير سكانها، وأشار إلى رفض مصر لأي اقتراحات تهجير قد تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تؤثر سلبًا على الأمن القومي في المنطقة.
مصر تؤكد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية
مصر لا تزال تشدد على أن حل القضية الفلسطينية لا يتم إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، مع عاصمتها القدس الشرقية. وأكد السيسي أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم ومستدام في المنطقة، مما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
خطة ترامب تثير الجدل في العالم العربي
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من إثارة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاحتلال غزة وتهجير أكثر من مليوني فلسطيني غضبًا كبيرًا في العالم العربي. الخطة التي طرحها ترامب تقضي بنقل الفلسطينيين بشكل دائم إلى دول أخرى، بما في ذلك مصر والأردن، وهو ما رفضته البلدان بشكل قاطع، مشيرين إلى مخاوف أمنية كبيرة.
ويرى الفلسطينيون أن هذه الخطة قد تكون تمهيدًا لتكرار “النكبة” التي شهدت تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين عام 1948 بعد إعلان قيام دولة إسرائيل. ويرتبط هذا الاقتراح بمخاوف واسعة النطاق لدى الفلسطينيين من تكرار نفس التجربة المأساوية التي ما زالت آثارها حاضرة حتى اليوم.
قمة طارئة لجامعة الدول العربية
في سياق متصل، ستستضيف مصر في الرابع من مارس المقبل قمة طارئة لجامعة الدول العربية. القمة من المقرر أن تركز على التنسيق العربي لمواجهة خطة ترامب، وتحديد الردود المناسبة على دعواته لمصر والأردن لاستقبال الفلسطينيين من غزة. وفي الوقت الذي ترفض فيه مصر والأردن هذا الاقتراح، يواصل المجتمع العربي العمل على إيجاد حلول مشتركة لحماية حقوق الشعب الفلسطيني وضمان استقراره.
التحديات الأمنية والسياسية
من الواضح أن التصعيد الأخير في الأحداث المتعلقة بغزة يمثل تحديًا كبيرًا للأمن القومي العربي بشكل عام، والمصري بشكل خاص. فالتهديدات التي قد تنجم عن تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى تشكل خطراً على استقرار المنطقة، وتعيد إلى الأذهان الذكريات الأليمة للنزوح الفلسطيني الكبير بعد عام 1948.
خلاصة
مصر تظل ثابتة في مواقفها حول القضية الفلسطينية، إذ ترفض أي محاولات لتصفية القضية عبر تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضع القائم في غزة. مع استعدادها لاستضافة قمة عربية لبحث تداعيات خطة ترامب، فإن موقفها الواضح والصلب يعكس إصرارها على دعم حقوق الشعب الفلسطيني وعدم السماح لأي محاولات تمس أمن واستقرار المنطقة.