في إطار جهودها المستمرة لدعم القضية الفلسطينية، تعمل مصر على إعداد خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، تضمن بقاء الفلسطينيين في أراضيهم، وتحافظ على حقوقهم المشروعة. وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة لن تقبل بأي حلول تمس هوية الفلسطينيين أو تسعى لتهجيرهم، مشددة على أن تحقيق الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتم إلا من خلال تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تتماشى مع قرارات الشرعية الدولية.
موقف مصري حاسم ضد التهجير
جددت مصر رفضها القاطع لأي مقترحات تهدف إلى نقل الفلسطينيين خارج أراضيهم، مؤكدة أن الحل الحقيقي يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والالتزام بحل الدولتين. وأوضحت الخارجية المصرية أن أي تسوية سياسية يجب أن تستند إلى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وضمان إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا الإطار، شددت القاهرة على ضرورة تكاتف الدول العربية والإسلامية لمواجهة أي ضغوط خارجية تحاول فرض حلول غير عادلة. كما أعلنت مصر توافقها مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع وزاري طارئ، مباشرة بعد القمة العربية الطارئة المقرر انعقادها في القاهرة يوم 27 فبراير، وذلك لإعادة التأكيد على الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق تقرير المصير والعيش بكرامة داخل وطنهم.
تحركات دبلوماسية مكثفة لدعم القضية الفلسطينية
شهدت الأيام الماضية نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا من الجانب المصري، حيث أجرت القاهرة اتصالات رفيعة المستوى مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، شملت السعودية، الأردن، إيران، وباكستان، وذلك لتنسيق المواقف حول مستجدات القضية الفلسطينية. وأسفرت هذه الاتصالات عن توافق واسع لعقد اجتماع وزاري عاجل بعد القمة العربية الطارئة، بهدف وضع خطة موحدة لمواجهة أي مساعٍ لفرض حلول غير عادلة على الفلسطينيين، أو محاولة تصفية قضيتهم من خلال مشاريع التهجير القسري.
موقف عربي موحد في مواجهة خطة ترامب
وفي سياق متصل، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال زيارته إلى واشنطن، أن الدول العربية ستقدم ردًا مشتركًا على المقترحات الأمريكية المتعلقة بغزة، مشيرًا إلى أهمية الاطلاع على الرؤية المصرية لإعمار القطاع قبل اتخاذ أي قرارات مصيرية. كما شدد على ضرورة الحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وعدم السماح بأي تحركات تستهدف فرض واقع جديد بالقوة.
مصر ترد على ترمب بحزم
على الجانب الآخر، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حديثه عن إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين في مناطق أخرى خارج غزة، مقترحًا أن تستوعب مصر أو الأردن جزءًا من سكان القطاع في أراضيها، لكنه لم يقدم تفاصيل واضحة حول آلية تنفيذ هذا المخطط.
وفي رد صارم، أكدت مصادر دبلوماسية أن مصر بعثت برد رسمي إلى واشنطن، شددت فيه على رفضها التام لأي مقترحات تتعلق بتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، وأكدت تمسكها الكامل ببقاء الفلسطينيين داخل وطنهم، وفقًا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
قمة عربية طارئة لحسم الموقف
ومن المقرر أن تستضيف القاهرة القمة العربية الطارئة في 27 فبراير الجاري، حيث سيناقش القادة العرب آخر المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بهدف التوصل إلى موقف موحد لمواجهة أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تصفية حقوقهم التاريخية. كما سيتم خلال القمة تقديم التصور المصري لإعادة إعمار غزة، والذي يرتكز على دعم صمود الفلسطينيين، وتحسين أوضاعهم المعيشية، مع التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي كخطوة أساسية لتحقيق السلام في المنطقة.