في تصعيد جديد للأزمة الدبلوماسية، وجهت مصر ردًا حاسمًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي زعم فيها أن مصر تتحمل مسؤولية حصار قطاع غزة. وأكدت الخارجية المصرية في بيان رسمي، أن هذه الادعاءات ليست سوى محاولة مكشوفة لصرف الأنظار عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين.
مصر ترفض اتهامات نتنياهو وتكشف الحقائق
جاء في بيان وزارة الخارجية المصرية، الصادر يوم الأحد، أن تصريحات نتنياهو تعكس “تضليلًا متعمدًا” وتهدف إلى تبرير الممارسات الإسرائيلية الوحشية، التي تشمل تدمير المنشآت الحيوية في غزة، واستعمال سياسة التجويع ضد المدنيين كسلاح سياسي.
وأضاف البيان أن موقف مصر الثابت كان ولا يزال داعمًا للحقوق الفلسطينية المشروعة، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، مشددًا على أن القاهرة لن تسمح بأي محاولات لطمس هذه الحقوق أو التلاعب بها لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الشعب الفلسطيني.
نتنياهو يهاجم مصر.. والقاهرة ترد بقوة
وكان نتنياهو قد صرح خلال مقابلة مع قناة أميركية بأن مصر هي المسؤولة عن منع خروج الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح، زاعمًا أنها تفرض حصارًا على القطاع. إلا أن مصر أكدت في ردها أن المعبر مفتوح وفقًا للضوابط المتفق عليها دوليًا، وأنها لم ولن تتخلى عن دورها في دعم الفلسطينيين، معتبرةً أن مثل هذه الادعاءات تهدف إلى التغطية على الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين العزل.
قمة عربية طارئة في القاهرة لدعم القضية الفلسطينية
في إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، أعلنت الخارجية المصرية عن استضافة القاهرة قمة عربية طارئة يوم 27 فبراير الجاري، بعد التنسيق مع البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، وجامعة الدول العربية، وعدد من الدول العربية الفاعلة، بما في ذلك فلسطين، التي طلبت عقد القمة.
ومن المتوقع أن تناقش القمة عدة قضايا رئيسية، من أبرزها:
- رفض التهجير القسري للفلسطينيين والتأكيد على أن محاولات إسرائيل لإخراج السكان من أراضيهم مرفوضة بالكامل من جميع الدول العربية.
- بحث آليات دعم إعادة إعمار غزة دون المساس بالوجود الفلسطيني أو إجبار السكان على النزوح.
- اتخاذ موقف عربي موحد لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية والمضي في خطوات قانونية ودولية لإجبار الاحتلال على الالتزام بالقوانين الدولية.
- مناقشة سبل استكمال اتفاق وقف إطلاق النار، والتأكد من عدم وجود خروقات إسرائيلية تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.
الموقف العربي والإجراءات المقبلة
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن القمة تهدف إلى توحيد الموقف العربي بشأن الأزمة، واتخاذ إجراءات عملية على المستوى القانوني والدبلوماسي لوقف الممارسات الإسرائيلية العدوانية، وضمان حماية الفلسطينيين من التهجير أو القمع المستمر. كما ستناقش القمة الدور المصري المحوري في التوسط لوقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة بما يحفظ الحقوق الفلسطينية.
مصر تؤكد التزامها بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية
أكدت مصر في بيانها أنها لن تتهاون في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، ولن تقبل تحميلها مسؤولية أي وضع تفرضه إسرائيل على غزة، مشيرةً إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك سريعًا لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، ومنع أي محاولات لفرض سياسة الأمر الواقع على حساب الفلسطينيين.