أدانت جمهورية مصر العربية، في بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية، بأشد العبارات القصف الوحشي الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مربع سكني في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. هذا الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين الفلسطينيين العزل، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في منطقة تشهد تصاعدًا مستمرًا للعنف الإسرائيلي.
وأعربت مصر عن قلقها البالغ واستنكارها الشديد لهذا التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد المدنيين، مؤكدة أن استهداف المناطق السكنية والمدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، يمثل انتهاكًا صارخًا لكافة قواعد القانون الدولي الإنساني. وتساءلت الحكومة المصرية عن الغاية الحقيقية وراء هذه الهجمات العشوائية التي تستهدف حياة الأبرياء، وتعتبر ذلك جزءًا من سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، في انتهاك لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
استمرار الجرائم الإسرائيلية
في بيانها، أشارت مصر إلى أن إسرائيل تواصل ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين واستهداف البنية التحتية المدنية بشكل ممنهج. المستشفيات، المدارس، والمناطق السكنية باتت أهدافًا مشروعة في نظر قوات الاحتلال، وهو ما يثير استياءً دوليًا واسعًا، خاصة مع استمرار هذه العمليات التي لا تتوقف. مصر استنكرت بشدة هذا الأسلوب الوحشي، معتبرة أن إسرائيل تتحرك بدون أي مبررات أخلاقية أو عسكرية.
وأكدت مصر أن هذه الجرائم الإسرائيلية لن تمر دون عقاب، داعية المجتمع الدولي إلى تفعيل أدوات المحاسبة بحق إسرائيل من أجل حماية المدنيين وإنهاء هذه الجرائم التي ترتكب يوميًا في حق الفلسطينيين.
دعوة مصر لوقف العدوان
مصر طالبت مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته والاضطلاع بدوره في حفظ السلم والأمن الدوليين. وأكدت أن الصمت الدولي إزاء الجرائم التي تُرتكب في غزة يشجع إسرائيل على مواصلة سياستها العدوانية. حذرت مصر من أن التقاعس الدولي في التدخل العاجل قد يؤدي إلى تصعيد الوضع الإقليمي بشكل لا يمكن التحكم فيه، مما سيعرض المنطقة والعالم لمزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن الحل الوحيد لوقف معاناة المدنيين الفلسطينيين هو التوقف الفوري عن استهدافهم، داعية إسرائيل إلى احترام القانون الدولي ووقف انتهاكات حقوق الإنسان. كما أكدت مصر على دعمها الكامل للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشددة على أن السلام العادل والشامل هو الحل الوحيد الذي يضمن استقرار المنطقة.
مصر تواصل مساعيها الدبلوماسية
من جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن مصر تواصل مساعيها الدبلوماسية مع كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن، للضغط على إسرائيل من أجل وقف هذه الهجمات. وأكد أن مصر لن تتوانى عن استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية المتاحة لحماية الشعب الفلسطيني.
موقف حازم من مصر تجاه التصعيد
مصر جددت موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشددة على أن العدوان الإسرائيلي المستمر يعقد من جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما أكدت أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن التبعات الإنسانية والسياسية لهذا التصعيد، وأن السلام العادل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.