في موقف حاسم، جددت مصر رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من وطنهم، مؤكدة تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وتقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة. جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو في واشنطن، حيث ناقشا القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الوضع في الأراضي الفلسطينية.
مصر: لا تنازل عن حقوق الفلسطينيين
أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي أن المرحلة الحالية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط تتطلب تبني المجتمع الدولي لنهج عادل ومتوازن، يراعي حقوق جميع شعوب المنطقة دون تمييز، مشددة على أن الشعب الفلسطيني يعاني من ظلم تاريخي غير مسبوق. وأضاف البيان أن الحل الوحيد لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي، والتي تفاقمت بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، هو دعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وفي مقدمتها حقهم في العيش بسلام في وطنهم.
دعوة إلى تحرك دولي فوري
طالبت مصر المجتمع الدولي، بمختلف مكوناته الإقليمية والدولية، بتبني رؤية سياسية واضحة لتسوية القضية الفلسطينية، على أن تقوم هذه الرؤية على إنهاء الظلم المستمر واستعادة الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة التي لا تقبل المساومة. كما أكدت مصر أن تجاهل الشرعية الدولية في التعامل مع أزمات المنطقة يهدد بتدمير أسس السلام التي بُذلت جهود كبيرة لترسيخها على مدار عقود.
رفض قاطع للتهجير والتأكيد على حق العودة
جددت مصر تمسكها الثابت بعدم المساس بالحقوق الفلسطينية، بما في ذلك حق تقرير المصير، والاستقلال، والبقاء على الأرض، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة وطنهم، وفقًا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. كما شددت القاهرة على التزامها باتفاقية جنيف الرابعة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مؤكدة أن أي محاولة لتغيير ديموغرافية الأراضي الفلسطينية ستُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
رفض عربي لخطة تهجير الفلسطينيين
جاءت التصريحات المصرية بعد تصاعد الانتقادات الدولية والعربية تجاه خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي تهدف إلى تهجير سكان غزة وإعادة توطينهم في دول أخرى، مثل مصر والأردن. وسبق أن أكدت القاهرة وعمان رفضهما لهذه الخطة على مدار السنوات الماضية، محذرتين من تداعياتها الخطيرة على الاستقرار الإقليمي.
التنسيق العربي لمواجهة المخططات الإسرائيلية
في سياق متصل، أوضحت الخارجية المصرية أن القاهرة تكثف مشاوراتها مع الدول العربية، مثل السعودية والإمارات والأردن، لتأكيد رفض أي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم التاريخية. كما شددت على ضرورة التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تقوم على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
رسالة مصر إلى العالم: السلام العادل هو الحل
أكدت مصر أنها ستواصل جهودها الدبلوماسية بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدفع عملية السلام، بما يضمن تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وفقًا للقانون الدولي. وأشارت إلى أن أي محاولات لتجاوز حقوق الفلسطينيين أو فرض حلول غير عادلة لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والتصعيد في المنطقة.