روى محمود طلحه عبده رئيس شركة تراي مي فارما للأدويه ، ” خلال زيارتي للجزائر، كانت رحلتي متزامنة مع يوم الجمعة، وكان قلبي يتطلع لحضور صلاة الجمعة في أحد مساجدها. نزلت من المكان الذي أقيم فيه وبدأت أسير في الشوارع باحثًا عن المسجد، لكني لم أكن بحاجة للسؤال عن الطريق، فقد رأيت الناس في كل شارع يتوجهون نحو جهة واحدة، وكأن هناك تيارًا يسحبني معهم بلطف”.
وتابع طلحه”مشيت بينهم، شعرت بذلك التلاحم العفوي بين الناس. بدا على وجوههم المتوضأه الطيبة البساطة، علامات الالتزام والسكينة بادية في كل تفاصيلهم. وصلت إلى المسجد، وكان مليئًا على آخره، لم يكن هناك موضع قدم، لكن رغم ذلك كان المكان ينبض بالهدوء والوقار. رأيت المحلات مغلقة، في إشارة تحترم وتقدّر قدسية الصلاة. كان المشهد يلمس القلب، وجعلني أُحس بجمال الروحانية ودفء الإيمان في هذا البلد الجميل. وطفله صغيره تمر بين الصفوف توزع حبات التمر الجزائري الاصيلي اخذت واحده وكانت احلى مااكلت من تمر بعد تمر المدينه المنوره وقد يكون قبله وفي زاوية خارجيه من ساحة المسجد وضعت طفله اخرى مائده بها طعام وبعد الصلاه توافد عليها البعض الشوارع المحيطه كانت ممتلئه بالمصلين فلم يكفي المسجد ع رغم من كبره ماشاءالله ،لم اشعر بغربة ابدا وشعرت بطعم اخر لكونك مسلم “.
وشدد على أن”حين بدأت الخطبة، كان الخطيب يتحدث بصوت قوي وواثق عن موضوعٍ يمس قلوب الجميع، عن نوفمبر المجيد وأبطال الجزائر الذين ضحوا بدمائهم من أجل الحرية والاستقلال. كانت الخطبة تكرّم المجاهدين، وتذكر أسمى معاني الشجاعة والتضحيات التي قدموها لبلادهم”.
وتابع “تكلم الخطيب عن أهمية الحفاظ على صورة الجزائر العظيمة، وعن واجب كل جزائري أن يكون سفيرًا لوطنه، يعكس أصالة الشعب الجزائري وثقافته المميزة. لمستني الكلمات بعمق، فشعرت أنني جزء من تلك الروح الجماعية التي تجسد الفخر والإرادة، وكأنني عشت لحظاتٍ من التاريخ، أستحضر فيها كل قطرة دم سُكبت لأجل الحرية”.
وقال طلحه”إن الخطيب بدعوة للجميع للوقوف صفًا واحدًا، ودعم بعضهم البعض في سبيل مستقبلٍ أفضل للجزائر، ليبقى هذا البلد شامخًا بتاريخه ومليئًا بالعزّة والفخر”.
وأشار إلى. أن الخطيب استمر في كلماته المؤثرة، مشددًا على أن الأمة الإسلامية جمعاء أصبحت مستهدفة من أطرافٍ متعددة، وأن التحديات من حولنا تتطلب منا أن نكون يقظين وموحدين، “على قلب رجل واحد.” دعا الجميع إلى ضرورة التكاتف والتلاحم، وألا ندع الفرقة تضعف وحدتنا أو تشتت صفوفنا،ثم تحدث عن أهمية دعم إخواننا في كل مكان، ومساندتهم في أوقات الشدائد، مؤكدًا أن الأخوة في الإسلام تتجاوز الحدود الجغرافية، وأن علينا جميعًا أن نقف بجانب من يحتاج إلينا، بروح التعاون والعطاء. كانت الكلمات تحمل رسالة قوية، تُحيي في النفوس معنى الأخوّة الحقيقية، وتجعلنا ندرك أن قوتنا في وحدتنا، وأننا عندما نقف معًا، لا شيء يستطيع أن يكسرنا”.