مجموعة البريكس، التي أُسست في البداية ككتلة تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، أصبحت الآن لاعبًا رئيسيًا في الساحة الدولية بعد توسعها الأخير في أوائل عام 2024، بإضافة إيران والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا ومصر. هذه التوسعات، التي تأتي في وقت حساس، تشير إلى تحول كبير في توازن القوى العالمي، حيث تسعى هذه المجموعة لتحدي الهيمنة الأمريكية وخلق نظام عالمي متعدد الأقطاب.
دور الصين في توسع المجموعة
الصين، التي أصبحت القوة الاقتصادية الأولى في العالم، كانت القوة الدافعة وراء هذا التوسع، حيث تسعى إلى تعزيز نفوذها في الأسواق الناشئة من خلال مجموعة البريكس. كان هناك بعض التردد من دول مثل الهند والبرازيل بسبب القلق من الهيمنة الصينية، لكن في النهاية، دعمت جميع الدول الأعضاء توسيع المجموعة. هذا التوسع يوفر للدول المنضمة منصة مالية مستقلة عن نفوذ واشنطن، مما يعزز من دور البريكس كأداة سياسية واقتصادية مؤثرة.
التحدي للاقتصاد العالمي
من أهم أهداف توسع مجموعة البريكس هو تحدي هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة العالمية. فقد ضمّت المجموعة منتجين رئيسيين للنفط مثل إيران والإمارات، مما يعزز من قدرتها على التفاوض في أسواق الطاقة العالمية بعيدًا عن الدولار الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، قامت المجموعة بإنشاء بنك التنمية الجديد، الذي يقدم تمويلات لمشروعات بنية تحتية في الدول النامية، مما يتيح لها بدائل للتمويل الغربي التقليدي.
مصر تقترب من افتتاح المتحف المصري الكبير بحفل تاريخي يسلط الضوء على عراقة حضارتها
محكمة الجيزة تبرئ الفنان هيثم محمد من تهمة حيازة المخدرات
حرائق كاليفورنيا تدمر قصرًا تاريخيًا في هوليوود استخدم في أفلام مشهورة
التحديات الداخلية والصراع مع الهيمنة الغربية
رغم هذه الإنجازات، لا تزال هناك تحديات داخلية تواجه البريكس. على سبيل المثال، هناك تفاوتات كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي بين الدول الأعضاء، حيث تتفوق الصين بشكل كبير على باقي الأعضاء. كما أن بعض الدول، مثل روسيا، تواجه عقوبات اقتصادية دولية نتيجة للأزمة الأوكرانية، مما يعقد دورها في المجموعة. ومع ذلك، تسعى موسكو إلى تجاوز هذه العقوبات من خلال إنشاء نظم دفع بديلة وتنمية التجارة باستخدام العملات المحلية.
الآفاق المستقبلية
على الرغم من النجاح الذي حققته مجموعة البريكس في دفع الأجندة الاقتصادية المستقلة، تظل الأسئلة مفتوحة بشأن قدرتها على الحفاظ على توازن القوى داخل المجموعة. مع استمرار تحديات مثل الركود الاقتصادي في البرازيل وجنوب إفريقيا، والمشاكل الاقتصادية في روسيا والصين، تبقى قدرة الهند على تحقيق النمو المستدام أمرًا محل تساؤل. ومع ذلك، فإن توسع البريكس يظل خطوة هامة نحو عالم متعدد الأقطاب، حيث تتنافس القوى الصاعدة على مكانها في النظام الدولي الجديد.