في تطور علمي مذهل في مجال جراحة القلب، أعلن الدكتور السير مجدي يعقوب عن ابتكاره الجديد الذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في علاج أمراض صمامات القلب، والتي تُعتبر من أخطر الأمراض التي تهدد حياة البشر في كافة أنحاء العالم. ورغم سنواته الطويلة في خدمة الإنسانية في هذا المجال، إلا أن مجدي يعقوب لا يزال يُبهر الجميع بابتكاراته المتجددة التي تضعه في طليعة العلماء المتواضعين، الذين قدموا للبشرية الكثير.
وخلال لقاء تلفزيوني نُقل في الساعات الأخيرة، كشف يعقوب عن تفاصيل ابتكاره المتمثل في “الصمام الحي”، الذي يُعتبر خطوة غير مسبوقة في عالم الطب. وأشار إلى أن هذا الصمام يمكن أن ينمو طبيعيًا داخل الجسم البشري، وهو ما يعد حلًا مبتكرًا لمشكلة صمامات القلب، التي تؤثر على ملايين الأشخاص في دول العالمين المتقدم والنامي.
في أول تعليق له على هذا الاختراع، أشار السير مجدي يعقوب إلى أنه كان يعمل في مجال الصمامات منذ أكثر من 50 عامًا، وأنه تابع تقدم هذا المجال عن كثب. وأكد أن ابتكار الصمام الحي جاء نتيجة لإيمانه العميق بأن صمامات القلب تمثل “وباءً عالميًا” يعاني منه الملايين، وأن هذا الابتكار يمكن أن يكون الحل النهائي لتقليص معاناة المرضى وتحسين نوعية حياتهم. وأوضح أن الصمام الحي له العديد من المزايا، من أهمها أنه يظل فعالًا لفترة أطول من الصمامات التقليدية، ويمنح المرضى فرصة للحياة الأطول.
وأضاف يعقوب أن الابتكار له فوائد عظيمة على المدى الطويل، خاصة في حالات الأطفال، حيث يمكن للصمام أن ينمو مع الطفل ويقلل من الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة. وقد أشار إلى أن هذا الصمام يمكن أن يُزرع عبر القسطرة، ما يعني تقليل المخاطر والوقت اللازم للعملية.
أما فيما يتعلق بالخطوات التالية في هذا المشروع، فقد كشف السير مجدي يعقوب عن نجاح التجارب المعملية بشكل مذهل، حيث تم اختبار الصمام على نماذج حيوانية، وكان النجاح فاق التوقعات. وأوضح أنه لم يكن يتوقع هذا النجاح الكبير، حيث تم استجابة الخلايا الجذعية في الجسم الحيواني بشكل مذهل، إذ استطاع الصمام إحداث تغييرات في الخلايا، وتكوين أكثر من 20 نوعًا من الخلايا في الأماكن المخصصة، لتتحول مع مرور الوقت إلى “حياة كاملة”.
لكن يعقوب أضاف أن الانتقال إلى مرحلة التجارب على البشر يتطلب بعض الوقت. حيث أشار إلى أن الصمام يحتاج إلى فترة زمنية من سنة إلى سنة ونصف ليكون مناسبًا للاستخدام البشري، وهو ما يوضح أن الطريق ما يزال طويلاً لتحقيق هذا الإنجاز على أرض الواقع.