في إطار الجهود الأمريكية لإيجاد حلول لأزمة سكان قطاع غزة، أكد مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن واشنطن تبحث مع حلفائها في المنطقة عن أماكن بديلة لإيواء النازحين من القطاع. جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها أمام البيت الأبيض قبيل لقاء ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
خطة أمريكية: إعادة الإعمار وإيجاد حلول دائمة
قال ويتكوف: “نحن نعمل مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة لتحديد الأماكن التي يمكن أن تستقبل النازحين من غزة”. وأضاف أن عملية إعادة إعمار القطاع قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 عامًا، مشيرًا إلى ضرورة النظر إلى الجدول الزمني بشكل واقعي.
وأوضح المبعوث الأمريكي أن الهدف من هذه الجهود هو جعل غزة صالحة للسكن مرة أخرى بعد الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس. وقال: “عندما نتحدث عن تنظيف غزة، فإننا نعني جعلها مكانًا آمنًا وصالحًا للعيش”.
رفض مصري وأردني
على الرغم من الجهود الأمريكية، واجهت هذه الخطة رفضًا قاطعًا من قبل مصر والأردن، اللذين أكدا مرارًا وتكرارًا رفضهما لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وأشارت التقارير إلى أن القاهرة وعمان تخشيان من تحويل غزة إلى مشكلة إقليمية تتحملان عبئها.
كما أثارت هذه الخطط مخاوف من تكرار سيناريو النكبة عام 1948، حيث تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم. وقال مراقبون إن مثل هذه الخطط قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، خاصة في ظل الرفض العربي الواسع لها.
وثيقة إسرائيلية مثيرة للجدل
يذكر أن المخابرات الإسرائيلية كانت قد وضعت وثيقة سرية بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، تقترح نقل المدنيين من القطاع إلى “مخيمات” في شبه جزيرة سيناء المصرية. كما اقترحت الوثيقة بناء مدن دائمة وممر إنساني في شمال سيناء.
ومع ذلك، قلل مكتب نتنياهو من شأن هذه الوثيقة، ووصفها بأنها مجرد ورقة افتراضية. لكن هذه الخطط عمقت المخاوف المصرية من تحويل غزة إلى مشكلة تتحملها القاهرة.
مستقبل غزة: تحديات وحلول
في ظل هذه التطورات، يبدو أن مستقبل قطاع غزة يواجه تحديات كبيرة، خاصة مع استمرار الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة. ومع ذلك، يصر الفلسطينيون على أن الحل الوحيد العادل هو إعادة إعمار القطاع وضمان حق العودة للاجئين، وليس التهجير أو التوطين في دول أخرى.