شهدت شركة أوبا ماكارنا التركية، وهي من أبرز الأسماء في مجال صناعة المكرونة في تركيا، أزمة كبيرة بعد تعرض أحد مصانعها في ساكاريا لانفجار هائل في 16 سبتمبر 2024. هذا المصنع كان يشكل جزءًا مهمًا من إنتاج الشركة حيث يُسهم بحوالي 30% من إجمالي إنتاج المكرونة. الحادث أدى إلى وفاة شخص واحد وإصابة 30 آخرين، وتوقف المصنع عن العمل بشكل كامل.
تحويل الإنتاج إلى مصانع بديلة
بعد الحادث، قامت الشركة بنقل بعض عملياتها الإنتاجية إلى مصنعها البديل في غازي عنتاب جنوب تركيا، إلا أن هذا التحول لم يكن كافيًا لتغطية الفجوة الناتجة عن تعطل المصنع الرئيسي في ساكاريا. لذا، قررت أوبا ماكارنا التوجه إلى حلول بديلة للحفاظ على استمرارية الإنتاج وضمان عدم تأثر مبيعاتها.
التعاون مع مصانع مكرونة مصرية
في خطوة هامة للتغلب على هذه الأزمة، لجأت الشركة إلى إبرام عقود مع مصانع مكرونة في تركيا ومصر لتعويض الإنتاج المفقود. ووفقًا لما نشرته منصة الإفصاح العام (KAP)، تم توقيع اتفاقيات مع خمسة مصانع منها عدة مصانع مصرية. هذا التعاون سيساهم في تقليل تأثير الأزمة على عمليات الإنتاج، خاصة أن مصر تعد من الدول البارزة في إنتاج المكرونة بفضل التكاليف الإنتاجية المنخفضة والميزة اللوجستية القوية التي توفرها على مستوى التصدير لشمال إفريقيا.
أكدت أوبا ماكارنا في بيانها أن هذه الخطوة تهدف إلى سد النقص الإنتاجي الناتج عن الانفجار الذي دمر خطوط الإنتاج، وأنها تأمل في الحفاظ على حجم مبيعاتها دون أي تأثيرات سلبية. وأشارت إلى أن التعاقد مع مصانع مصرية يوفر فرصًا كبيرة، حيث أن مصر تُعتبر سوقًا محوريًا في المنطقة من حيث القدرات الإنتاجية والتصديرية.
استعادة الإنتاج في مصنع ساكاريا
رغم هذه التدابير السريعة، تعتزم الشركة إعادة تشغيل مصنعها المتضرر في ساكاريا في غضون 3 إلى 6 أشهر. ومع ذلك، فإن الجدول الزمني الدقيق لا يزال غير مؤكد بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمنشأة. الشركة تعمل على تقييم الوضع واتخاذ كافة التدابير اللازمة لإعادة الإنتاج في أسرع وقت ممكن.
أثر الحادث على سوق المكرونة العالمي
تستحوذ أوبا ماكارنا على 25% من إنتاج المكرونة في تركيا، كما أنها تُعد واحدة من أكبر الشركات الموردة للسوق العالمي، حيث تساهم بحوالي 7% من المكرونة المتداولة عالميًا. الانفجار الذي وقع في مصنع ساكاريا أثار مخاوف حول إمكانية حدوث نقص في السوق، لكن الشركة نجحت في التعامل مع الموقف بشكل استباقي عبر توقيع اتفاقيات مع مصانع أخرى.
الخلاصة
على الرغم من الدمار الكبير الذي خلفه انفجار مصنع أوبا ماكارنا، فإن الشركة استطاعت التكيف بسرعة من خلال التحرك نحو حلول بديلة مثل التعاون مع مصانع في مصر وتركيا. هذا التحرك يعكس إصرار الشركة على الحفاظ على مستويات إنتاجها وتجنب التأثيرات السلبية على مبيعاتها في السوق العالمي. من المتوقع أن تستعيد الشركة كامل قدراتها الإنتاجية بمجرد عودة مصنعها المتضرر إلى العمل خلال الأشهر المقبلة.