شهد مركز دار السلام بمحافظة سوهاج حادثة مأساوية في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين، حيث لقي طالبان في المرحلة الإعدادية مصرعهما غرقًا أثناء محاولتهما الاستحمام في إحدى الترع بالمنطقة. وتأتي هذه الحادثة لتعيد تسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في المناطق الريفية أثناء محاولاتهم للهروب من حرارة الصيف بالاستحمام في الترع، دون إدراك للمخاطر الكبيرة التي تحيط بهم.
تفاصيل الحادثة
بدأت القصة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مدير أمن سوهاج، بلاغًا من مساعده لفرقة الشرق يفيد بغرق طفلين في ترعة بدائرة مركز شرطة دار السلام. على الفور، تم توجيه فرق الإنقاذ النهري التابعة لإدارة الحماية المدنية إلى مكان الحادث. وبعد جهود مضنية، تمكنت الفرق من انتشال جثتي الطفلين، وهما محمد و. م. ف، 14 سنة، وأحمد م. م. ف، 13 سنة، اللذين تبين أنهما أبناء عمومة ويقطنان في نفس المنطقة.
الكشف الطبي والشهادة
بعد انتشال الجثتين، تم نقلهما إلى مشرحة مستشفى دار السلام المركزي. وأفاد التقرير الطبي المبدئي، الذي أُجري بواسطة مفتش الصحة، أن سبب الوفاة هو “إسفكسيا الغرق” دون وجود أي إصابات ظاهرية تشير إلى وجود شبهة جنائية. وبسؤال والد الطفل الأول وليد م. ف. ر، مدرس، ووالد الطفل الثاني محمود م. ف. ر، عامل، أكدا أن الطفلين توفيا غرقًا أثناء الاستحمام، ونفيا وجود أي شبهة جنائية في الحادث.
التحقيقات والإجراءات القانونية
بعد اكتمال التحقيقات الأولية، تم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. وبعد استكمال الإجراءات، صرحت النيابة بدفن الجثتين وسط حالة من الحزن الشديد التي خيمت على أهالي المنطقة.
تحليل وتوعية: مخاطر السباحة في الترع
هذه الحادثة المؤلمة تفتح باب النقاش حول المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها الأطفال في المناطق الريفية، حيث تعتبر الترع مصدرًا رئيسيًا للترفيه في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ولكنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى حوادث غرق مأساوية.
من الضروري أن يتم توجيه حملات توعية مكثفة للأهالي والأطفال حول مخاطر السباحة في الترع، وكذلك توفير بدائل آمنة لممارسة السباحة في القرى والمناطق الريفية. كما يجب على الجهات المعنية زيادة الرقابة على مثل هذه الأماكن الخطرة، وتوفير وسائل إنقاذ قريبة في حالة وقوع أي حادث.