أثارت صور أسود قصر النيل، التي ظهرت بعد عمليات صيانة حديثة، جدلاً واسعًا بين المصريين. التماثيل، التي تتمتع بتراث تاريخي وثقافي عميق، بدت لامعة بشكل غير معتاد، مما أثار انتقادات حول جودة الصيانة وأدى إلى اتهامات للقائمين على العمل بإفسادها.
خلفية تاريخية
تأسست تماثيل الأسود في عهد الخديوي إسماعيل، الذي كان شغوفًا بالفن والنحت. تم تصميم الأسود بواسطة النحات الفرنسي هنري جاكمار، وتعتبر رموزًا معروفة في القاهرة. على مر السنين، ارتبطت الأسود بالكثير من الأدب المصري، مما زاد من شعبيتها.
انتقادات الصيانة
واجهت عمليات الصيانة الأخيرة انتقادات شديدة من خبراء في مجال الترميم، الذين اعتبروا أن الصيانة لم تتبع المعايير العلمية. وصفت نقابة التشكيليين الوضع بأنه “أفسد التماثيل”، بينما أكد أستاذ العمارة الإسلامية والترميم، صالح لمعي، أن الصيانة كانت غير مهنية، مما أدى إلى ظهور “اللمعة” غير المرغوبة.
تحدث لمعي عن ضرورة اتخاذ احتياطات مثل إنشاء “صوان” لحماية التماثيل أثناء العمل، مشيرًا إلى أن استخدام مواد غير مناسبة أو تقنيات خاطئة يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية.
خبراء في مجال الترميم
الخبير حجاجي إبراهيم أضاف أن بعض الأساليب العلمية لم تُراعَ، وأن هناك نقصًا في التدريب والتجهيزات للمرممين في مصر. وشدد على أهمية تكوين فرق متخصصة في أنواع الترميم المختلفة لضمان الحفاظ على التراث الثقافي.
دفاع عن العملية
في المقابل، دافع الباحث وائل جمال عن العملية، موضحًا أن فريق المرممين اتبع خطوات صحيحة واستخدم مادة “البارالويد” لعزل التماثيل عن العوامل الخارجية. وأكد أن “اللمعة” التي أثارت الجدل ستختفي مع الوقت، مشددًا على ضرورة تفهم الناس للأوضاع بعد صيانة التماثيل.
خلاصة
تظل أسود قصر النيل رمزًا ثقافيًا مميزًا في القاهرة، ومع استمرار الجدل حول صيانتها، يتطلب الأمر تقييمًا دقيقًا واحترافيًا لضمان الحفاظ على تراثها الفني والتاريخي.