في أول اختبار رسمي له مع الزمالك في ولايته الثانية، وقع كريستيان جروس في خطأ التكتيك الذي كلفه تعادلًا محبطًا 1-1 أمام سيراميكا كليوباترا في مباراة الجولة الخامسة من الدوري المصري الممتاز. كان هذا التعادل بمثابة الإنذار المبكر لمشاكل الدفاع والهجوم التي مازالت تواجه الفريق الأبيض، على الرغم من بعض المحاولات الهجومية التي أظهرها اللاعبين.
الاختيارات الفنية: تكتيك جروس في الميدان
دخل الزمالك المباراة بتشكيلة ضمت محمد عواد في حراسة المرمى، وأمامه رباعي دفاعي مكون من أحمد فتوح، محمود حمدي “الونش”، حسام عبد المجيد، وعمر جابر. في وسط الملعب، تواجد نبيل عماد دونجا كقلب دفاع، وعبد الله السعيد الذي تحرك بحرية في عمق الوسط، بالإضافة إلى أحمد سيد زيزو، مصطفى شلبي، كونراد ميشلاك، وسيف الدين الجزيري في الهجوم.
رغم أن التشكيلة بدا أنها تحمل عناصر هجومية قوية، إلا أن تكتيك جروس لم يفلح في إخفاء عدة عيوب ظهرت بوضوح في المباراة. كان الفريق يعاني من ضعف في الجوانب الدفاعية، خاصة في الجبهة اليمنى، مما سمح لسيراميكا بخلق العديد من الفرص المبكرة.
الثغرات الدفاعية: بداية كارثية في الشوط الأول
منذ بداية المباراة، بدأ سيراميكا في فرض أسلوب لعبه، حيث اعتمد على الضغط العالي في منطقة وسط الملعب، مما أسفر عن قطع الكرة من نبيل عماد دونجا في الدقيقة الرابعة، ليهدد مرمى الزمالك في فرصة تم إلغاؤها بداعي التسلل. بعدها، وفي الدقيقة 13، جاء الهدف الأول لسيراميكا بتسديدة من إسلام عيسى بعد تمريرة عرضية خلف الدفاع الأبيض، حيث فشل أحمد فتوح في مراقبته بشكل جيد.
أحد الأسباب الرئيسية لهذه الثغرات كان تراجع دور ميشلاك في الواجبات الدفاعية، حيث ترك المساحات واسعة في الجبهة اليمنى، التي استغلها لاعبو سيراميكا في الهجمات المرتدة السريعة، وخصوصًا من إسلام عيسى ومحمود زلاكة.
التحولات التكتيكية: الزمالك يعادل ولكن دون حل نهائي
رغم البداية السيئة، بدأ الزمالك في العودة إلى المباراة تدريجيًا، بعد أن استعاد لاعبو الفريق السيطرة على الكرة، وقام زيزو بمهام توزيعية على الجانبين الأيمن والأيسر. في الدقيقة 20، استغل الفريق الأبيض خطأ فادحًا من محمد عادل مدافع سيراميكا، الذي سجل هدفًا عكسيًا في مرماه.
لكن بالرغم من هذا الهدف، لم يكن أداء الزمالك أكثر تنظيماً، حيث ظلت الفراغات الدفاعية قائمة، وخاصة في منطقة وسط الملعب التي كانت تُترك من قبل عبد الله السعيد، الذي كان يشارك هجوميًا لكنه كان يترك ثغرات كبيرة خلفه.
الشوط الثاني: ضياع الفرص والتكتيك الحذر
مع بداية الشوط الثاني، واصل الزمالك محاولاته في الهجوم، لكن التسرع في إنهاء الهجمات وضياع الفرص من لاعبيه، مثل الكرة التي أهدرها سيف الجزيري، جعل الفريق يعاني من صعوبة في تحويل السيطرة إلى أهداف. في المقابل، اعتمد سيراميكا على الهجمات المرتدة، وكان بإمكانه تسجيل هدف آخر في الدقيقة 54 عندما انفرد محمود زلاكة بالمرمى لكنه أهدر الفرصة بسبب التمركز السيئ لدفاع الزمالك.
الأسباب الرئيسية لنتيجة المباراة:
- ضعف الخط الدفاعي: لم يكن الدفاع في أفضل حالاته، خاصة على الأطراف، حيث عانى الزمالك من ضعف واضح في الجهة اليمنى بسبب تراجع ميشلاك غير الكافي.
- التسرع الهجومي: رغم أن الزمالك خلق العديد من الفرص، إلا أن اللاعبين مثل الجزيري وشلبي لم يتمكنوا من استغلالها بشكل جيد.
- الانكشاف في الوسط: لم ينجح عبد الله السعيد في تقديم التوازن المطلوب، مما ترك نبيل عماد دونجا عُرضة للهجوم المضاد.
- أخطاء فردية: الهدف العكسي الذي سجله محمد عادل، والفرص التي أهدرت في الشوط الثاني، تُظهر أن الفريق يعاني من غياب التركيز في أوقات حاسمة.
الخلاصة:
عانى جروس في أول اختبار له مع الزمالك بسبب عدة عوامل تكتيكية وفنية. بينما حاول الفريق العودة في المباراة بعد الهدف العكسي، إلا أن الأداء الدفاعي الهش وعدم استثمار الفرص الهجومية كانا السبب الرئيسي في ضياع نقطتين ثمينتين. يبقى على جروس العمل على تحسين التوازن بين الدفاع والهجوم، والتركيز على استغلال الفرص بشكل أفضل في المباريات القادمة.