أكد الخبير الاقتصادي أيمن فودة، رئيس لجنة أسواق المال بمجلس الاقتصادي العربي الأفريقي، أن السوق المصري في حالة ترقب لما ستسفر عنه قرارات لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي المصري، التي ستجتمع يوم الخميس 21 نوفمبر 2024، لتحديد أسعار الفائدة الجديدة. وأوضح فودة، خلال حواره مع برنامج “أرقام وأسواق” على قناة “أزهري”، أن قرار رفع أسعار الفائدة له تأثير كبير على أسواق المال، مشيرًا إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة تُعتبر من العوامل السلبية التي تؤثر على حركة الأسواق المالية العالمية.
وأشار فودة إلى أن رفع أسعار الفائدة يُعتبر بمثابة “العدو الرئيسي” للبورصات حول العالم، حيث أن هذه الزيادة تؤدي إلى جذب الاستثمارات إلى السوق المصرفي بدلاً من البورصات، مما يتسبب في تراجع أحجام التداول في الأسواق المالية. كما أن ارتفاع تكلفة التمويل يجعل المستثمرين أكثر حذرًا في اتخاذ قرارات استثمارية طويلة الأجل، مما يقلل من جاذبية الأسهم المحلية والعالمية.
وفي السياق ذاته، لفت فودة إلى أن مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة في السوق المصري شهد انتعاشًا ملحوظًا، خاصة من قبل الأفراد، الذين يمثلون نسبة كبيرة من حجم التعاملات في البورصة. وأضاف أن هذا النوع من الشركات أصبح يحظى بفرص نمو كبيرة، ويستقطب مزيدًا من الاستثمارات في ظل الظروف الراهنة، حيث يبحث المستثمرون عن أسواق توفر لهم فرصًا لتحقيق عوائد مرتفعة رغم التحديات الحالية.
كما شدد على ضرورة تسريع عمليات الطروحات الحكومية وزيادة الصفقات الاستثمارية التي تساهم في ضخ سيولة جديدة داخل السوق المصري، مما يساعد في تنشيط حركة البورصة. وأشاد فودة بمشروع رأس الحكمة الذي يُعد واحدًا من أبرز المشروعات الاستثمارية في مصر، والذي نجح في جذب العديد من الشركات العالمية للإستثمار في السوق المصري. وأكد أن مشروع رأس الحكمة يعد نقطة جذب استثمارية هامة، وسيساهم في رفع قدرة السوق المصري على المنافسة عالميًا.
في النهاية، أشار فودة إلى أهمية التوازن في اتخاذ القرارات النقدية المتعلقة بأسعار الفائدة، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والمحلية، مؤكدًا أن هذا التوازن يعد عاملًا أساسيًا في تحفيز الاقتصاد المصري والحفاظ على استقرار السوق المالية.