عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، لقاءً مهمًا مع نظيره الإريتري، الرئيس إسياس أفورقي، في العاصمة الإريترية أسمرا، يوم 10 أكتوبر 2024. جاء هذا اللقاء بناءً على دعوة رسمية من الرئيس أفورقي، ليكون خطوة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وسط أوضاع إقليمية ودولية متقلبة.
مناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية
تمحور اللقاء حول مناقشة مستقبل العلاقات الثنائية بين مصر وإريتريا، حيث أعرب الرئيسان عن رغبتهما في تعزيز التعاون بين البلدين بما يتماشى مع تطلعات الشعبين. كما تطرقا إلى القضايا الإقليمية الحساسة التي تمس منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، مشددين على أهمية التنسيق المستمر لمواجهة التحديات المشتركة.
وأكد الرئيسان على ضرورة التمسك بمبادئ القانون الدولي كركيزة أساسية لضمان الاستقرار والتعاون الإقليمي. وقد أكدا على أهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، معتبرين أن هذه المبادئ هي الأساس للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية
في ظل سعي البلدين لتحقيق التنمية والازدهار، تم الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات التي تخدم مصالح الشعبين. ويشمل ذلك دعم المشاريع المشتركة التي تسهم في تحسين البنية التحتية وتطوير القطاعات الاقتصادية الحيوية، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
كما أشار البيان المشترك الصادر عن اللقاء إلى أهمية خلق بيئة مواتية للتنمية الاقتصادية من خلال تشجيع الاستثمارات المتبادلة، وتطوير التعاون في مجالات الزراعة والطاقة والصناعة، بهدف تحقيق الازدهار المشترك.
لجنة تشاور سياسي جديدة لتعزيز التنسيق
ولتعميق التعاون السياسي بين البلدين، تم الاتفاق على تأسيس لجنة تشاور سياسي على مستوى وزيري الخارجية، تجتمع بشكل دوري لبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز التنسيق بين القاهرة وأسمرا في مواجهة التحديات الجيوسياسية المتزايدة.
البيان المشترك الصادر عن اللقاء أشار إلى أن هذه اللجنة ستلعب دورًا حيويًا في متابعة التطورات الإقليمية والعالمية والعمل على تحقيق مصالح البلدين في المحافل الدولية. ويأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية مصر لتعزيز دورها في منطقة القرن الأفريقي، وضمان الاستقرار في محيطها الإقليمي.
التزام بالتعاون لمواجهة التحديات المشتركة
اللقاء بين السيسي وأفورقي يعكس التزام البلدين بتطوير علاقاتهما في مواجهة التحديات المشتركة التي تفرضها الأوضاع السياسية والاقتصادية في المنطقة. وتم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الجانبين، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود والممرات المائية، بما يضمن استقرار وأمن المنطقة.
ختام اللقاء: آفاق جديدة للعلاقات بين مصر وإريتريا
انتهى اللقاء بتوجيه الرئيسين دعوة لتعميق العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات. وأكدا على أهمية استمرار المشاورات والزيارات المتبادلة لتعزيز الشراكة بين البلدين في المستقبل القريب.