بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ظهرت مؤشرات اقتصادية تعكس رؤيته التي ستؤثر على العديد من الأسواق العالمية. وفقًا للخبير الاقتصادي نديم السبع، يتوقع أن يسهم ترامب في تحقيق استقرار كبير في أسعار النفط، حيث يعزز توجهه الاقتصادي لدعم صناعة النفط وزيادة الإنتاج، ما يؤدي إلى انخفاض سعر برميل النفط، في خطوة تهدف إلى تجنب تأثيرات تضخم أسعار الطاقة على الاقتصاد الأمريكي. السبع، خلال لقائه ببرنامج “أرقام وأسواق” على قناة “أزهري”، أكد أن ترامب يولي اهتمامًا كبيرًا لاستقرار أسعار النفط، مشيرًا إلى أن “سعر البرميل المنخفض” هو خيار ترامب الاستراتيجي، وهو ما يدعم أسهم شركات النفط في ظل زيادة الإنتاج ووفرة المعروض.
وأوضح السبع أن ترامب يرى أن ارتفاع أسعار النفط من الأسباب الرئيسية للتضخم الاقتصادي، لذا فإن قراره بتخفيض السعر يعكس رغبة في خلق استقرار داخلي يخدم الاقتصاد الأمريكي ويعزز قدرة الشركات على تحقيق أرباح مستدامة. ويعتقد أن هذا التوجه سيؤدي إلى انخفاض الأسعار على المدى القريب، مما يسهم في استقرار السوق النفطي عالميًا وتجنب مخاطر التضخم.
فيما يتعلق بقطاع التكنولوجيا، أشار السبع إلى أن صعود الأسهم التكنولوجية سيكون أمرًا متوقعًا خلال ولاية ترامب، خاصة في ظل العلاقات القوية التي تربطه بالملياردير الشهير إيلون ماسك، المدير التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس. واعتبر السبع أن إيلون ماسك يمثل “كلمة السر” لدعم ترامب لصناعة التكنولوجيا، إذ يُتوقع أن يسهم هذا التعاون في ازدهار القطاع التكنولوجي من خلال سياسات تدعم الشركات المبتكرة وتجذب الاستثمارات في هذا المجال، مما سيؤدي إلى تعزيز قوة التكنولوجيا الأمريكية على الساحة العالمية.
أما على صعيد الذهب، فقد أشار الخبير إلى أن الانخفاض في أسعار الذهب لا يرتبط بالتوترات الاقتصادية أو بالانتخابات الأمريكية، موضحًا أن ما يحدث هو “تصحيح سليم” للأسعار ضمن مسار طبيعي، يُبقي الذهب في مرحلة متذبذبة، إذ قد يشهد بعض “المطبات” نتيجة الضغوط المؤقتة، ولكنه سيستمر في الارتفاع على المدى الطويل كملاذ آمن للمستثمرين.
بناءً على هذه التطورات، يرى خبراء الاقتصاد أن توجه ترامب لدعم النفط بأسعار منخفضة سيكون له انعكاس إيجابي على الاقتصاد الأمريكي، في حين يعزز قطاع التكنولوجيا بفضل علاقته القوية مع شخصيات رائدة مثل إيلون ماسك، وهو ما يُمهد الطريق لازدهار الشركات التكنولوجية الأمريكية. أما بالنسبة للذهب، فيبقى الأفق غير واضح، حيث يمر بمرحلة تصحيح قد تشهد اضطرابات طفيفة قبل أن يستأنف مساره كملاذ استثماري جذاب.