في خطوة طال انتظارها من جماهير الزمالك، عاد المدرب السويسري المخضرم كريستيان جروس ليتولى قيادة الفريق الكروي الأول خلفًا للبرتغالي جوزيه جوميز، الذي رحل لتدريب نادي الفتح السعودي. تأتي هذه العودة في وقت حساس تمر فيه القلعة البيضاء بمرحلة من التذبذب الفني، وسط طموحات عالية من الإدارة والجماهير لإعادة الفريق إلى منصات التتويج المحلية والقارية.
مسيرة جروس التدريبية وبصمته في الزمالك
يعتبر كريستيان جروس واحدًا من الأسماء التدريبية اللامعة في كرة القدم الأوروبية والعربية، حيث يمتلك خبرة كبيرة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود. بدأ جروس مسيرته التدريبية في أواخر الثمانينيات، وتنقل بين العديد من الفرق الأوروبية الكبرى، مثل شوتجارت الألماني وبازل السويسري، قبل أن يشق طريقه إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث تولى تدريب أهلي جدة السعودي وحقق معه نجاحات ملحوظة.
في ولايته الأولى مع الزمالك، والتي امتدت من 2018 إلى 2019، نجح جروس في قيادة الفريق لتحقيق لقب كأس الكونفدرالية الأفريقية، وهو أول لقب قاري للزمالك منذ أكثر من عقد. تميز جروس آنذاك بأسلوبه التكتيكي الصارم والتنظيم الدفاعي القوي، مما أعاد للزمالك هويته المفقودة على الصعيد الأفريقي.
تفاصيل عودة جروس للزمالك
وصل كريستيان جروس إلى القاهرة يوم الأحد الموافق 15 ديسمبر 2024، حيث حضر مباراة الزمالك أمام المصري البورسعيدي ضمن الجولة الثالثة لدور المجموعات بكأس الكونفدرالية الأفريقية. تم الاتفاق على أن يتولى جروس تدريب الفريق لمدة 6 أشهر، مع وجود بند يسمح بتجديد العقد بموافقة الطرفين. وسيحصل جروس وجهازه المعاون على 85 ألف دولار شهريًا، مع إمكانية زيادة المبلغ في حال استمرار التعاقد لموسم آخر.
ماذا ينتظر جروس؟
تأتي مهمة جروس في وقت يواجه فيه الزمالك تحديات كبيرة، سواء على مستوى الدوري المصري الممتاز أو البطولات القارية. الجماهير البيضاء تطالب بعودة الأداء القوي والنتائج الإيجابية، خاصة بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة تحت قيادة جوزيه جوميز. سيتعين على جروس العمل على إعادة بناء الفريق من الناحية النفسية والفنية، بالإضافة إلى تدعيم بعض المراكز التي تعاني من نقص واضح في الجودة.
المراكز المستهدفة للتدعيم تشمل:
- رأس الحربة الصريح: لتعويض غياب اللمسة التهديفية.
- الجناح الأيمن والأيسر: لتعزيز السرعة والابتكار في الخط الهجومي.
- خط الوسط الهجومي: لإيجاد حلول في صناعة اللعب.
- قلب الدفاع: لتحسين التنظيم الدفاعي وتقليل الأخطاء.
تشكيل الجهاز المعاون
طلب جروس ضم 3 مساعدين أجانب سبق لهم العمل معه خلال فترته الأولى في الزمالك. أبرز هؤلاء هو توماس جروتر، مدرب حراس المرمى، الذي سينضم للفريق في يناير المقبل. في الوقت الحالي، سيتولى عماد المندوه، مدرب حراس ناشئي الزمالك، مهمة تدريب حراس المرمى حتى وصول جروتر.
الدور النفسي لجروس
يعرف عن جروس قدرته الكبيرة على التعامل النفسي مع اللاعبين، ورفع الروح المعنوية داخل غرفة الملابس. خلال ولايته الأولى، تمكن من خلق حالة من الانضباط والالتزام، وهو ما انعكس إيجابيًا على أداء الفريق. سيحتاج جروس إلى إعادة تلك الروح القتالية للاعبين، خاصة في ظل الضغوط الكبيرة التي يواجهها الزمالك من الجماهير والإعلام.
عودة كريستيان جروس ليست مجرد تعاقد مع مدرب؛ إنها محاولة جادة لاستعادة أمجاد القلعة البيضاء وتصحيح المسار. جماهير الزمالك تتطلع بشغف لهذه المرحلة، وتضع آمالها على الخواجة السويسري لإعادة الفريق إلى مساره الصحيح. فهل ينجح جروس في ولايته الثانية كما فعل في الأولى، أم أن التحديات ستكون أكبر من قدرته على تجاوزها؟