في موقف حاسم يعكس التزامها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، وجهت مصر تحذيرًا شديد اللهجة إلى إسرائيل من العواقب الوخيمة لأي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرة أن مثل هذه الخطوات تشكل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وتهديدًا خطيرًا للاستقرار في المنطقة.
وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، اليوم الخميس، أن مصر ترفض بشكل قاطع أي مساعٍ تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير سكان غزة أو محاولة الاستيلاء على أراضيهم، سواء بشكل مرحلي أو دائم، مشددة على أن هذا المخطط سيؤدي إلى تداعيات كارثية على مساعي التهدئة وسيقضي على فرص تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار.
رفض مصري قاطع للتهجير القسري
وأوضح البيان أن الترويج لهذه الأفكار لا يمثل فقط انتهاكًا للقوانين الدولية، بل يشكل استفزازًا خطيرًا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد عسكري واسع النطاق، مما يهدد الأمن الإقليمي بأسره. وأكدت مصر أنها لن تكون طرفًا في أي ترتيبات تكرس لتهجير الفلسطينيين أو تقوض حقوقهم التاريخية والمشروعة.
وأشار البيان إلى أن جوهر الصراع القائم يعود إلى احتلال مستمر لعقود، تسبب في معاناة الفلسطينيين نتيجة للتمييز والاضطهاد وسياسات الإخلاء القسري، وهو ما يستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا لضمان حقوق الشعب الفلسطيني وفقًا للقرارات الأممية ومرجعيات الشرعية الدولية.
التزام مصري بإعادة الإعمار
كما شددت مصر على أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل ودائم، مؤكدة عزمها على العمل مع المجتمع الدولي في جهود إعادة إعمار غزة وإزالة الركام خلال فترة زمنية محددة، مع التأكيد على ضرورة بقاء الفلسطينيين في أراضيهم وعدم المساس بحقوقهم السيادية.
يأتي هذا الموقف المصري الحازم في ظل تزايد المخاوف من تصعيد إسرائيلي جديد، خاصة مع تلميحات بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى إمكانية فرض حلول أحادية الجانب تتجاهل الحقوق الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر بشدة وتحذر من تبعاته.