شهدت الأيام الماضية انتشار منصة إلكترونية تُدعى “FBC” في مصر، حيث زعمت تقديم فرص استثمارية بعوائد مالية مرتفعة، مما جذب عددًا كبيرًا من المواطنين. وروّجت المنصة لنفسها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في محافظات الدلتا، مدعيةً أنها توفر أرباحًا يومية مقابل استثمارات مالية متفاوتة.
واعتمدت “FBC” على شهادات لمستخدمين تحدثوا عن تحقيق مكاسب سريعة، الأمر الذي دفع العديد إلى المشاركة فيها. إلا أن المفاجأة جاءت عندما أُغلقت المنصة بشكل مفاجئ، واختفى القائمون عليها، ما أدى إلى خسائر مالية كبيرة للمتضررين.
تعمل هذه الشركة في مجال تداول الأموال عبر عدة مستويات، حيث يتيح المستوى الأول للمشترك دفع 500 جنيه مقابل عائد يومي يُقدر بحوالي 50 جنيهًا، بينما يتطلب المستوى الثاني دفع 3600 جنيه للحصول على 150 جنيهًا يوميًا، أما المستوى الثالث فيتطلب استثمار 11,000 جنيه مقابل عائد يومي يصل إلى 600 جنيه.
لاقى هذا النموذج رواجًا سريعًا بين الناس، خاصة مع تزايد الرغبة في تحقيق مكاسب سريعة دون جهد يُذكر، رغم الجدل الدائر حول مشروعيته من الناحية الدينية والقانونية. ومع ذلك، يطرح انتشار هذه المنصة تساؤلات حول تغيّر ثقافة المجتمع وسهولة وقوع البعض في فخ هذه الأنظمة بسبب الطمع ، التي قد تكون في جوهرها مخططات احتيالية تهدف إلى جمع مليارات الجنيهات من المصريين.
يجب علينا نعلم جيدًا ان سبب وجود مثل هذه الشركات هو طبع البعض والبحث عن المكسب السهل دون تعب و الطمع من الأخلاق الذميمة التي حذر منها الدين الإسلامي، لما يترتب عليه من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع. فالشخص الطماع لا يكتفي بما قسمه الله له، بل يسعى وراء المال بأي وسيلة كانت، حتى وإن كانت غير مشروعة. وهذا يؤدي إلى الوقوع في المحرمات، سواء كانت سرقة، غشًا، رشوة، أو غيرها من الطرق غير المشروعة.
عواقب الطمع والمكسب السهل
- ضياع البركة: المال الحرام وإن كثر، لا بركة فيه، فهو يضيع سريعًا ولا ينفع صاحبه، بل يكون سببًا في تعاسته.
- القلق والاضطراب النفسي: الإنسان الذي يجمع المال بطرق غير مشروعة يعيش في قلق دائم، يخشى انكشاف أمره أو ضياع ما كسبه بغير حق.
- فساد الأخلاق والمجتمع: الطمع يؤدي إلى انتشار الفساد، وغياب الأمانة، وتدمير القيم الأخلاقية في المجتمع.
- عقاب الآخرة: المال الحرام سبب في سخط الله وعذابه يوم القيامة، فقد قال النبي ﷺ: “كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به” (رواه الترمذي).
طرق الوقاية من الطمع والسعي وراء الحرام
- القناعة والرضا: على الإنسان أن يقتنع بما رزقه الله، ويعلم أن الرزق مكتوب، ولن ينال إلا ما قدّره الله له.
- الاعتماد على الكسب الحلال: يجب البحث عن مصادر رزق مشروعة، والعمل بجد واجتهاد، لأن الله يبارك في المال الحلال ولو كان قليلًا.
- تذكر الحساب والعقاب: استحضار عاقبة المال الحرام في الدنيا والآخرة، والتفكر في أن المال لا يدوم، لكن الحساب أمام الله هو الباقي.
- التوكل على الله: الإيمان بأن الله هو الرازق، وأن الحلال هو الطريق الوحيد للبركة والسعادة في الدنيا والآخرة.