في حادث مأساوي هزَّ محافظة الأقصر، شهدت المدينة واقعة ذبح مواطن على يد شخص في وضح النهار، وهو ما أثار موجة من الحزن والدهشة في صفوف المصريين. الحادث الذي وقع في مكان مزدحم، تم توثيقه بالفيديو ونشره على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من الجدل والنقاش حول أسلوب التعامل مع مثل هذه الحوادث من الناحية الإعلامية والجماهيرية.
في بداية التحقيقات، أكدت الجهات الأمنية أن الحادث يمثل تصرفًا فرديًا لشخص يعاني من اضطرابات نفسية، مشيرة إلى أن المتهم لم يكن له دافع واضح وراء ارتكاب الجريمة، ولم يكن هناك أي نزاع أو خلاف مسبق مع الضحية. تم القبض على الجاني بعد وقوع الجريمة مباشرة، ويتم حالياً التحقيق في جميع ملابسات الحادث.
على الرغم من فظاعة الحادث، إلا أن الاهتمام انتقل بسرعة إلى مسألة نشر الفيديوهات والصور المروعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول مثل هذه المقاطع لا يهدف إلا إلى جذب المشاهدات وتحقيق الترند، في حين أن ذلك يعزز من تطبيع العنف في المجتمع ويزيد من نشر الخوف والفزع بين المواطنين.
نشر مثل هذه المحتويات يتنافى مع القيم المصرية الأصيلة التي تتسم بالاحترام، الرحمة، والتكافل الاجتماعي. ضرورة العودة إلى المبادئ التي طالما ميزت الشعب المصري، والتي تركز على احترام الإنسان وحماية كرامته في كافة الأوقات، خاصة في المواقف التي تستدعي التآزر والدعم.
أهمية التوعية المجتمعية بأسباب العنف، وأهمية التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية قبل تفاقم مشكلاتهم. تتحمل وسائل الإعلام دورًا رياديًا في نشر الوعي حول مخاطر العنف وتأثيراته على المجتمع، بعيدًا عن الإثارة الإعلامية التي قد تعزز من الانقسامات والفتن.
بينما تبقى الجريمة في الأقصر حادثًا فرديًا، فإنها تفتح المجال لضرورة التفكر في سبل التعامل الحكيم مع مثل هذه الحوادث في المستقبل. الجريمة لا تعكس مجتمعاتنا وأخلاقنا، بل هي تصرف شخصي لعقل مريض. وبالتالي، ينبغي أن نتكاتف جميعًا كأفراد ومؤسسات من أجل نشر الوعي وتجنب استغلال الحوادث المأساوية لمكاسب غير أخلاقية، وبدلاً من ذلك العمل على تعزيز القيم الإنسانية التي تعكس أصالة المجتمع المصري.