في ختام مشوار طويل في الدوري الممتاز لموسم 2023-2024، خسر فريق الأهلي مباراته الأخيرة أمام مودرن سبورت بنتيجة 2-1. المباراة التي جرت أحداثها مساء السبت، شهدت هزيمة للأهلي لكنها حملت معها إنجازات مهمة للشباب الذين مثلوا الفريق في هذه المباراة. على الرغم من السقوط، إلا أن شباب الأهلي استطاعوا تحقيق أرقام قياسية تسجل باسم النادي، مما يعكس إمكانياتهم الكبيرة وقدرتهم على تحمل المسؤولية في المستقبل.
الأداء الشبابي في المواجهات الأخيرة
قبل هذه المباراة، قرر مجلس إدارة الأهلي بالتنسيق مع السويسري مارسيل كولر، المدير الفني للفريق، الاعتماد على عناصر شابة في آخر ثلاث مباريات من الدوري، مع بعض الدعم من اللاعبين الكبار. هذا القرار جاء بهدف منح الفرصة للشباب لاكتساب الخبرات وتحمل ضغوط المباريات الكبيرة.
بدأ شباب الأهلي مشوارهم في هذه السلسلة بالفوز على فريق زد، وهو فوز كان بمثابة تأكيد على جدية الفريق في المنافسة حتى آخر لحظة. تلاه تعادل مع فريق إنبي، في مباراة أظهرت رغبة الشباب في تقديم أداء قوي رغم الضغوط المتزايدة. ثم جاءت المباراة الأخيرة ضد مودرن سبورت، والتي شهدت خسارة بفارق ضئيل لكنها كانت مليئة بالإثارة والتحدي.
أرقام قياسية تضيفها شباب الأهلي لتاريخ النادي
برغم الخسارة في المباراة الختامية، حقق شباب الأهلي إنجازين مميزين سيظلان في ذاكرة النادي وجماهيره. الأول كان معادلة السلسلة الأطول في تاريخ الدوري المصري، بتحقيق 21 فوزًا متتاليًا. هذا الرقم كان قد سُجل باسم الأهلي نفسه عندما حقق 17 انتصارًا متتاليًا في بداية موسم 2004-2005، بالإضافة إلى 4 انتصارات متتالية في نهاية موسم 2003-2004.
أما الإنجاز الثاني فكان معادلة الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري، حيث تمكن الأهلي من تسجيل 75 هدفًا، وهو نفس الرقم الذي حققه النادي في موسم 2017-2018 تحت قيادة حسام البدري. هذا الإنجاز يعكس قوة الخط الهجومي للأهلي هذا الموسم، بالرغم من بعض التحديات التي واجهها الفريق.
خسارة لقب أقوى دفاع وتحديات مستقبلية
ورغم هذه الإنجازات، لم يخلو الموسم من بعض التحديات، أبرزها فقدان الأهلي لقب “أقوى خط دفاع” في الدوري، بعدما استقبلت شباكه 28 هدفًا خلال الموسم. هذا الرقم يعني أن بيراميدز تمكن من إنهاء الموسم بكونه الفريق صاحب أقوى خط دفاع، حيث استقبل 27 هدفًا فقط.
الأهلي، الذي طالما كان معروفًا بقوة دفاعه وصلابة خطوطه الخلفية، سيحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقه في الموسم المقبل لضمان الحفاظ على هذا اللقب الذي يعد من أهم ملامح الفريق على مر السنين. ومع تقديم هذا الأداء الشبابي الواعد، هناك تفاؤل بأن الأهلي قادر على معالجة هذه النقاط واستعادة تفوقه الدفاعي.
استراتيجيات المرحلة المقبلة
مع انتهاء الموسم، ينظر الأهلي إلى المستقبل بتفاؤل وحذر في نفس الوقت. التفاؤل يأتي من الأداء الجيد للشباب الذين أثبتوا قدرتهم على المنافسة في مباريات كبيرة، والحذر من أن الفريق بحاجة إلى تعزيز بعض المراكز وتحسين الأداء في الدفاع إذا ما أراد العودة للمنافسة بقوة على جميع الجبهات.
بجانب التحسينات الفنية، سيكون هناك حاجة أيضًا إلى تحضير الشباب بشكل أفضل لمواجهة الضغوط الكبيرة التي تصاحب المشاركة في البطولات القارية والدولية. ورغم التحديات، يبقى الأهلي الفريق الذي يملك الإمكانيات والقدرة على العودة سريعًا إلى القمة، بفضل تاريخه العريق وجماهيره الوفية التي لا تقبل إلا بالانتصارات.
الختام هذا الموسم يحمل دروسًا وعبرًا عديدة، وسيكون من المهم أن يستفيد الأهلي منها في بناء استراتيجياته للموسم المقبل، لضمان البقاء في دائرة المنافسة على كل البطولات المتاحة، سواء المحلية أو القارية.