في خطوة بارزة نحو تطوير شبكة السكك الحديدية المصرية، قدمت شركة سيمنز موبيليتي أول قطار فيلارو فائق السرعة خلال معرض إنوترانس 2024، بحسب ما أفادت به صحيفة ريلواي نيوز.
يأتي هذا الإنجاز كجزء من مشروع أكبر يتضمن شراكة مع أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب، يهدف إلى إنشاء نظام سكك حديدية فائق السرعة يمتد بطول 2000 كيلومتر.
حضر حفل الإطلاق نائب رئيس الوزراء ووزير النقل المصري، كامل الوزير، إلى جانب وزير النقل الألماني، فولكر ويسينج، والرئيس التنفيذي لشركة سيمنز إيه جي، رولاند بوش.
قطار فيلارو: خطوة تكنولوجية متقدمة
يمثل قطار فيلارو أحد المكونات الرئيسية لأسطول مكون من 41 قطارًا، قادرة على السفر بسرعات تصل إلى 250 كم/ساعة. وقد أشار مايكل بيتر، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز موبيليتي، إلى أهمية هذا المشروع قائلًا: “يعتبر هذا القطار إنجازًا رئيسيًا في مساعينا لتوفير حلول النقل المستدامة للمواطنين المصريين. فمع خبرة تشغيلية تتجاوز ثلاثة مليارات كيلومتر، يعد فيلارو من بين الأكثر تقدمًا في العالم.”
تم تصميم القطار بشكل خاص ليتناسب مع المناخ الصعب في مصر، ويتميز بتقنيات مبتكرة تعزز أدائه. تعمل الفجوات المغلقة على حماية القطار من الرمال والغبار، بينما تساهم الديناميكية الهوائية المحسنة في تحسين تدفق الهواء وتقليل تراكم الرمال. كما تضمن أنظمة الترشيح المتطورة توفير هواء نقي للركاب، مما يضمن رحلة مريحة حتى في درجات الحرارة العالية.
يتكون قطار فيلارو من ثماني عربات، ويستوعب 481 راكبًا في مقصورات درجة رجال الأعمال والدرجة القياسية. يتضمن القطار أيضًا عربة مطعم، بالإضافة إلى ميزات مثل الاتصال بالإنترنت ومنافذ الطاقة.
استراتيجية تطوير شاملة لشبكة السكك الحديدية
لا يعد قطار فيلارو المشروع الوحيد الذي يساهم في تطوير السكك الحديدية المصرية. تعمل سيمنز أيضًا على إنتاج 94 قطارًا إقليميًا من طراز Desiro و41 قاطرة Vectron، في إطار خطة شاملة لبناء سادس أكبر نظام سكك حديدية عالية السرعة عالميًا. ستساهم هذه المبادرة في تحسين سرعة وكفاءة السفر في جميع أنحاء البلاد.
حتى الآن، تم إنتاج خمسة قطارات فيلارو وخمسة قطارات من طراز Desiro، مع تسليم أحد هذه القطارات إلى القاهرة. كما يتم تشغيل خمسة قاطرات Vectron في ألمانيا، بينما تجري مراحل التجميع لـ16 قطارًا آخر.
تسعى الحكومة المصرية من خلال هذا المشروع إلى تحسين الربط بين المدن الكبرى، حيث يمتد الخط الأخضر بطول 660 كيلومترًا ليصل بين العين السخنة ومرسى مطروح عبر القاهرة والإسكندرية.
يمثل هذا التطور خطوات هامة نحو تحديث البنية التحتية للنقل في مصر، مما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية. ومع إدخال قطارات فيلارو، تكون مصر قد وضعت نفسها في مقدمة قاطرة النقل المستدام والفعال في المنطقة.
في هذا السياق، أشار هانز مولر، مستشار تكنولوجيا السكك الحديدية الأوروبية، إلى أن تصميم قطارات فيلارو يأخذ في الاعتبار الظروف البيئية الخاصة بمصر، مما يوفر حلاً فعالاً للتنقل في المناخات القاسية.