أثار إعلان إعادة تشغيل شركة النصر لصناعة السيارات جدلًا واسعًا في الأوساط المصرية، بعدما اعتُبرت خطوة لإحياء أحد أعظم صروح الصناعة المصرية الذي توقف منذ أكثر من 15 عامًا. بينما أعرب المصريون عن فرحتهم بعودة هذه العلامة التجارية التاريخية، ظهرت تقارير تشكك في مدى “مصرية” المشروع، مشيرة إلى تمويل إماراتي وتكنولوجيا سنغافورية، مما فتح الباب لتساؤلات عميقة حول طبيعة هذا الإنجاز.
إعادة تشغيل “النصر”.. تفاصيل المشروع
بعد توقف دام لسنوات طويلة بسبب خسائر مالية بلغت مليار جنيه عام 2009، أعلنت الحكومة المصرية عن إعادة تشغيل خط إنتاج شركة النصر، ضمن استراتيجية الدولة لتوطين صناعة السيارات. وكانت البداية بإطلاق أول حافلة مصنعة محليًا بنسبة مكون محلي مرتفعة.
النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ، أكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة لزيادة الصادرات إلى 100 مليار دولار، مع الإشارة إلى أن سيارات النصر تحظى بثقة المصريين منذ تأسيسها في ستينات القرن الماضي.
التمويل والتكنولوجيا.. ما حقيقة الدور الإماراتي والسنغافوري؟
أفادت تقارير إعلامية أن المشروع لم يعتمد فقط على الموارد المحلية، بل تم تمويله بدعم إماراتي واستخدام تكنولوجيا مستوردة من سنغافورة. وأشارت هذه التقارير إلى أن دور مصر اقتصر على تقديم الموقع وأيدي عاملة محلية، مع استيراد بعض قطع الغيار.
الجدل حول خريطة مصر في موقع الشركة
لم يقتصر الجدل على طبيعة المشروع فقط، بل تفجر بعد أن نشر الموقع الرسمي لشركة النصر خريطة لمصر خلت من سيناء وحلايب وشلاتين. أثار هذا الخطأ غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض عن دلالته وعن كيفية حدوث مثل هذا الخطأ، خصوصًا في سياق تاريخي حساس يتعلق بوحدة الأراضي المصرية.
خطط مستقبلية وتطلعات
رغم الجدل، أعلنت الشركة عن نيتها لتوسيع خط إنتاجها ليشمل سيارات غولف، توك توك كهربائي، مركبات نقل خفيف، وسيارات كهربائية، في خطوة قد تعزز مكانة مصر في صناعة المركبات الخضراء.
تعليقات الشارع المصري
بينما رحب كثيرون بعودة شركة النصر كرمز للصناعة الوطنية، رأى آخرون أن المشروع بحاجة إلى مزيد من الشفافية في عرض تفاصيله، خاصة فيما يتعلق بالدعم الأجنبي.