شهدت منطقة الأخدود الإثيوبي، شرق العاصمة أديس أبابا، زلزالًا جديدًا اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2024، في تمام الساعة الثالثة صباحًا، بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر، وفقًا لتصريحات الدكتور عباس شراقي، أستاذ العلوم المائية بجامعة القاهرة. هذا الزلزال يأتي ضمن سلسلة زلازل متكررة تضرب إثيوبيا هذا العام، ما يزيد من المخاوف بشأن تأثيرها على سد النهضة الذي يحتوي حاليًا على 60 مليار متر مكعب من المياه.
تزايد النشاط الزلزالي في إثيوبيا
صرح الدكتور شراقي عبر حسابه على “فيسبوك” بأن الزلزال وقع على عمق 10.2 كيلومترات، على بعد 150 كيلومترًا شرق أديس أبابا، و600 كيلومتر من موقع سد النهضة. وأضاف أن يوم السبت الماضي، 21 ديسمبر، شهد زلزالًا بنفس المنطقة بلغت قوته 4.4 درجة.
وأوضح شراقي أن إثيوبيا سجلت خلال عام 2024 حوالي 35 زلزالًا تتجاوز قوتها 4 درجات، مقارنة بمتوسط سنوي بلغ 5 زلازل فقط قبل بدء تخزين المياه في سد النهضة عام 2020. هذا التزايد الملحوظ يُعزى إلى تأثير التخزين الضخم للمياه على القشرة الأرضية الهشة في المنطقة.
سد النهضة في مواجهة الزلازل
بحسب شراقي، يحتوي سد النهضة حاليًا على كمية ضخمة من المياه تقدر بـ60 مليار طن، ما يمثل وزنًا هائلًا على قشرة أرضية تعاني أصلًا من هشاشة جيولوجية بسبب وجود الأخدود الأفريقي. وأكد أن الزلازل المسجلة حتى الآن تُصنف بين ضعيفة إلى متوسطة، لكنها لا تزال تُشكل تهديدًا مستمرًا للسد، خاصة مع اكتمال الملء.
وأشار شراقي إلى أن الزلازل التي حدثت على مسافات أقرب من السد، مثل زلزال مايو 2023 الذي وقع على بعد 100 كيلومتر فقط بقوة 4.4 درجة، تُبرز احتمالية وقوع زلازل أشد في المستقبل قد تؤثر بشكل خطير على السد.
«قنبلة مائية قابلة للانفجار»
حذّر شراقي من أن سد النهضة يُعد الآن قنبلة مائية، ليس بالضرورة أن تنفجر حاليًا، ولكنها تمثل خطرًا دائمًا. وأوضح أن الضغط على السد يزداد بشكل خاص خلال موسم الفيضان (من يوليو إلى سبتمبر)، ما يزيد من احتمال حدوث كوارث في حال وقوع زلازل قوية.
مخاوف مستقبلية
تكرار النشاط الزلزالي في إثيوبيا يعزز الحاجة إلى مراجعة الدراسات الجيولوجية المتعلقة بسد النهضة وتأثيراته المحتملة على المنطقة. ومع ازدياد الزلازل، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى قدرة السد على تحمل الهزات الأرضية، وما إذا كان يشكل تهديدًا على الدول المجاورة في حال حدوث انهيار كارثي.