أثار مقطع فيديو متداول لعالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر فيه وهو يتعامل مع تمثال أثري أثناء استخراجه، مما دفع البعض إلى اتهامه بالتسبب في كسره. إلا أن حواس سارع إلى الرد، مؤكدًا أن ما تم تداوله غير دقيق، وأنه لم يرتكب أي خطأ علمي خلال عملية التنقيب.
رد قاطع: “كل ما يُقال غير صحيح”
في مداخلة هاتفية مع قناة “العربية”، شدد زاهي حواس على أن كل ما تردد بشأن كسر التمثال لا يمت للحقيقة بصلة، قائلاً: “أنا رجل حفائر منذ 50 عامًا، علمت أجيالًا وأدرت مدارس أثرية.. ومن المستحيل أن أرتكب خطأً في عملي”.
وأوضح أن المقبرة التي كان ينقب فيها احتوت على تمثال أثري لم يكن واضح المعالم في البداية، مضيفًا أن عملية استخراجه تمت بدقة وحرفية عالية. وأشار إلى أن التمثال كان مغطى بطبقة من الحجارة، ولإزالته كان لا بد من استخدام شاكوش أثري بحرفية تامة.
طبقة حساسة تأثرت بالهواء
أكد حواس أن التمثال المكتشف مصنوع من الخشب المحلي، ومغطى بطبقة من الملاط، وهي مادة حساسة تتفاعل مع الهواء، مما أدى إلى سقوط قشرة صغيرة عند استخراجه. وأضاف أن ما حدث كان أمرًا طبيعيًا ولا يمثل أي ضرر هيكلي للتمثال، مشيرًا إلى أنه تم ترميم القطعة المكسورة على الفور على يد أحد مرممي البعثة، وهو دكتور متخصص في ترميم الآثار.
كما شدد على أنه لا يوجد أي خطأ علمي في هذه العملية، وأن جميع إجراءات التنقيب والاستخراج تمت وفق المعايير العلمية الدقيقة.
حارس للآثار المصرية
واختتم زاهي حواس حديثه بالتأكيد على أنه حارس للآثار المصرية ولن يسمح لأي شخص بالتشكيك في خبرته أو نزاهته، مضيفًا أن الاتهامات التي وُجهت إليه لا تستند إلى أي أدلة علمية، وأنه لن يقبل بمزايدات من أشخاص أقل خبرة في هذا المجال.
جدل واسع وتحقيقات رسمية
يُذكر أن مقطع الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي دفع أحد أعضاء البرلمان المصري إلى تقديم طلب إحاطة لوزير السياحة والآثار، مطالبًا بالتحقيق في الواقعة، وسط انقسام في الرأي بين من اعتبر الأمر خطأً جسيمًا ومن رأى أنه جزء من طبيعة العمل الأثري.