ودعت الأوساط الفنية المصرية والعربية الكاتب والسيناريست الكبير بشير الديك، الذي رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء عن عمر ناهز 80 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. الإعلان عن وفاته أثار موجة من الحزن بين محبيه وزملائه، خاصة بعد أن ظل راقدًا في العناية المركزة خلال الأيام الأخيرة من حياته بسبب تدهور حالته الصحية.
مسيرة إبداعية بدأت من الأدب
وُلد بشير الديك في محافظة دمياط عام 1944، وتخرج في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1966. بدأ رحلته الإبداعية من باب الأدب، حيث كتب العديد من القصص القصيرة التي نُشرت في مجلات ودوريات أدبية مرموقة، قبل أن يتجه إلى عالم السينما ويُصبح واحدًا من أبرز كتاب السيناريو والمخرجين في جيله.
الانطلاقة السينمائية وأعمال خالدة
كانت البداية السينمائية لبشير الديك من خلال فيلم “مع سبق الإصرار” عام 1978، الذي أخرجه أشرف فهمي، ولعب بطولته محمود ياسين ونور الشريف وميرفت أمين. الفيلم حقق نجاحًا كبيرًا وفتح الأبواب أمام الديك ليُثبت نفسه في الساحة السينمائية.
واصل الديك تقديم أفلام ناجحة بالتعاون مع مخرجين كبار، مثل:
- محمد خان، حيث قدما معًا أفلامًا أيقونية مثل “طائر على الطريق” و*”موعد على العشاء”*.
- عاطف الطيب، الذي تعاون معه في أفلام بارزة، أبرزها “سواق الأتوبيس” الذي اختير ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري.
الإفراج عن سما المصري بعد تنفيذ 3 أحكام قضائية.. تفاصيل مثيرة حول القضايا والتهم
طحنون بن زايد.. قائد الثورة التكنولوجية الإماراتية في عالم الذكاء الاصطناعي
إصابة 9 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص على الطريق الصحراوي الغربي بالمنيا
ومن بين الأعمال التي حملت بصمته أيضًا:
- “دعوني أنتقم”
- “الأبالسة”
- “الحريف”
- “ضد الحكومة”
- “ليلة ساخنة”
الإخراج والتجارب المختلفة
لم يقتصر إبداع بشير الديك على كتابة السيناريو فقط، بل خاض تجربة الإخراج وحقق نجاحًا فيها. ومن أبرز أفلامه كمخرج:
- “الطوفان”
- “سكة سفر”
- “الفارس والأميرة”: وهو أول فيلم رسوم متحركة مصري طويل، حقق انتشارًا واسعًا بعد عرضه، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
رئيس لجمعية الكتاب والنقاد
تم انتخاب بشير الديك رئيسًا لـجمعية الكتاب والنقاد، ما يعكس مكانته الكبيرة في الوسط الثقافي والفني. وقد ساهمت خبرته وشخصيته في تطوير صناعة السينما، خاصة خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، حيث كانت السينما المصرية تعيش عصرها الذهبي.
المرض وصراع الأيام الأخيرة
عانى الراحل خلال الأشهر الأخيرة من مشكلات صحية حادة في وظائف الكلى، ما استدعى نقله إلى العناية المركزة، حيث ظل فاقدًا للوعي لفترات طويلة، معتمداً على أجهزة التنفس الصناعي. ابنته دينا نشرت إعلان وفاته عبر حسابها على فيسبوك قائلة: “البقاء لله.. بابا في ذمة الله”.
حزن واسع في الوسط الفني
وفاة بشير الديك خلفت أثراً كبيراً بين الفنانين والكتّاب، حيث نعاه عدد كبير من رموز الفن والثقافة الذين وصفوه بأنه “صاحب البصمة الخالدة” و”الكاتب الذي أضفى عمقاً إنسانياً على السينما المصرية”.
تراث خالد وإرث سينمائي لا يُنسى
من خلال أعماله، استطاع بشير الديك أن يعكس قضايا المجتمع المصري بأسلوب بسيط وعميق في آنٍ واحد، ما جعله أحد أعمدة الكتابة السينمائية. وستظل أفلامه شاهدة على إبداعه وقدرته على توظيف الفن لتوصيل رسائل هادفة تخاطب الإنسان والواقع الاجتماعي.