تتجه الأنظار حاليًا إلى مشروع “رأس الحكمة”، الذي يُعَدّ أحد أبرز المشروعات الاستثمارية الكبرى في منطقة الساحل الشمالي بمصر، حيث يشكل فرصة نوعية لاستحداث نموذج عالمي للتنمية المستدامة. هذا المشروع الضخم، المتوقع أن يجذب أكثر من 150 مليار دولار كاستثمارات جديدة، يعكس اهتمام الدولة المصرية بجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويعزز التعاون الاستثماري مع كبرى الشركات العالمية، وخصوصًا الإماراتية.
أكد الخبير الاقتصادي أشرف جرار في تصريحات تلفزيونية لقناة أزهري، أن مشروع “رأس الحكمة” هو خطوة استراتيجية نحو بناء نموذج تنموي متميز في منطقة الشرق الأوسط، يواكب الطموحات الإقليمية والعالمية. وأشار إلى أن المشروع لا يقتصر على توفير فرص استثمارية ضخمة فحسب، بل يسهم كذلك في تحسين البنية التحتية، وخلق آلاف فرص العمل، وتحفيز النمو الاقتصادي في مصر.
وأوضح جرار أن الصفقة التي وُقّعت لتطوير “رأس الحكمة” تُعد الأكبر في تاريخ مصر في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث أُبرمت شراكة بين الحكومة المصرية وشركات إماراتية كبرى، على رأسها “مدن القابضة”، وهي من أبرز شركات التطوير العقاري في أبوظبي. وقد أُعلن عن الشراكة في مطلع الشهر الماضي خلال مؤتمر حضره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ما يعكس أهمية المشروع والدعم الكبير له من القيادتين المصرية والإماراتية.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن “مدن القابضة” حققت قفزة هائلة في أرباحها خلال النصف الأول من عام 2024، ويعزى ذلك بشكل كبير إلى نجاح الصفقة وتأثيرها الإيجابي على العائدات المالية للشركة. وقد أعربت الشركة عن تطلعها لمزيد من التعاون مع شركاء ومستثمرين آخرين بهدف تطوير المشروع على أفضل وجه ممكن، مما يعزز مكانتها الريادية في قطاع العقارات بالمنطقة.
كما شدد محلل أسواق المال على أن الصفقة ليست فقط إنجازًا لمصر، بل تمثل أيضًا نجاحًا كبيرًا للإمارات، خاصة مع تحقيق الشركة عوائد مالية ضخمة بفضل هذا المشروع. ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة استمرارية هذه العوائد وتطورها، مع تنفيذ مراحل المشروع المختلفة، مما يسهم في تعزيز أصول الشركة ورفع قدرتها التنافسية في السوق العقاري.
وبفضل ما يتيحه مشروع “رأس الحكمة” من فرص اقتصادية كبرى، يُنتظر أن يشكل ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد المصري، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز جاذبية مصر للاستثمارات الأجنبية في الفترة المقبلة. المشروع يحمل في طياته آمالًا كبيرة للبلدين، ويعزز التعاون المثمر بين مصر والإمارات في مجالات متعددة.