في ظل التسارع الرقمي الهائل الذي يشهده العالم، تطرح د. رضا الفولي تساؤلًا جادًا حول مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع المصري. فبينما نحتفي بالتقنيات الحديثة التي سهّلت علينا الكثير من المهام، تشير د. رضا الفولي إلى أن هناك جانبًا سلبيًا يهدد مستقبلنا الفكري والتعليمي، نظرًا للاستخدام غير الواعي لهذه التقنيات.
تؤكد د. رضا الفولي أن الذكاء الاصطناعي، الذي دخل حياتنا بقوة، أصبح يُستخدم بشكل مفرط في إنجاز الأعمال اليومية دون إدراك حقيقي لأنواعه وتأثيراته. هذا الاعتماد المبالغ فيه قد يقود الأفراد إلى الكسل العقلي والبدني، خاصة مع تزايد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أداء المهام الروتينية بدلًا من البشر.
وتحذر د. رضا الفولي من ظاهرة لجوء الطلاب إلى برامج الذكاء الاصطناعي لإعداد واجباتهم المدرسية دون فهم المادة الدراسية بشكل عميق. هذا التوجّه، كما ترى د. رضا الفولي، يُنتج جيلًا يفتقد إلى مهارات التفكير النقدي والتحليل الموضوعي، وهو ما يُعد خطرًا حقيقيًا على مستقبل التعليم في مصر.
وفي مقارنة لافتة، تذكر د. رضا الفولي كيف أن دولًا متقدمة مثل الولايات المتحدة تسخّر الذكاء الاصطناعي لتطوير مصادر الطاقة، حيث خصصت وزارة الطاقة الأمريكية 30 مليون دولار لتعزيز الشراكة بين مشغّلي الشبكات ومطوري برامج الذكاء الاصطناعي. وعلى النقيض من ذلك، ترى أن مجتمعنا لم يُحسن بعد توظيف هذه التقنيات بالشكل الأمثل.
تخلص د. رضا الفولي إلى أن الذكاء الاصطناعي هو سلاح ذو حدين؛ فهو من ناحية ثورة تكنولوجية هائلة تسهّل حياتنا، لكنه من ناحية أخرى قد يُصبح أداة تُضعف قدراتنا العقلية إذا لم نستخدمه بحذر ووعي كامل. وتدعو د. رضا الفولي إلى ضرورة أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة، وأن نرشد استخدام هذه التطبيقات حرصًا على تنمية مهاراتهم الفكرية والبدنية.