في دراسة حديثة نشرها معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS)، تم تسليط الضوء على تزايد خطورة المركبات ذات المقدمات الطويلة على المشاة، حيث أظهرت النتائج أن هذه المركبات تزيد من شدة الإصابات مقارنة بالمركبات ذات التصميم الأقصر، خاصة في حالات السرعات العالية.
تأثير طول مقدمة السيارة على سلامة الطرق
تشير الدراسة إلى أن المركبات الكبيرة مثل الشاحنات الخفيفة والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات، التي يصل طول مقدمتها إلى أكثر من 40 بوصة، تشكل تهديدًا أكبر على المشاة. يُعزى ذلك إلى أن هذا التصميم يزيد من احتمالية وقوع إصابات خطيرة عند حوادث الاصطدام، خاصة في المناطق الحضرية المزدحمة.
ووفقًا للإحصائيات، فقد شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا في وفيات المشاة بنسبة تزيد عن 75% منذ عام 2009، مما دفع المسؤولين إلى الدعوة لتبني معايير جديدة لتصميم المركبات، تهدف إلى تقليل هذه النسبة المرتفعة.
دعوات لإجراءات أكثر صرامة
النائبة الأمريكية ماري جاي سكانلون أكدت أهمية تحسين معايير السلامة لتشمل المشاة وراكبي الدراجات، وليس فقط ركاب السيارات. وقدمت مشروع قانون يطالب بوضع معايير اتحادية تركز على تقليل تأثير ارتفاع غطاء المحرك على المشاة.
كما اقترحت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة قاعدة جديدة في سبتمبر الماضي، تستهدف تصميم المركبات بطريقة تقلل من وفيات المشاة. وصرحت صوفي شولمان، نائبة مدير الإدارة الوطنية، قائلة: “نحن أمام أزمة متزايدة في وفيات الطرق، ويجب أن تكون المركبات مصممة لحماية الجميع، سواء داخل المركبة أو خارجها”.
مقارنة عالمية
اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات من أكثر من 200 حادث شمل مشاة في ولايات ميشيغان وكاليفورنيا ونيوجيرسي وتكساس، وأظهرت النتائج أن الإصابات الناجمة عن حوادث المركبات الطويلة أكثر خطورة في الولايات المتحدة مقارنة بدول مثل ألمانيا، حيث تقل شعبية هذه المركبات.
أرقام وإحصائيات
تتسبب حوادث السيارات سنويًا في وفاة أكثر من 40 ألف شخص في الولايات المتحدة، من بينهم أكثر من 7 آلاف من المشاة. وعلى الرغم من الارتفاع الحاد في أعداد الوفيات خلال جائحة كورونا، إلا أن الأرقام شهدت انخفاضًا طفيفًا خلال العامين الماضيين.