كشفت دراسة حديثة عن تأثير غير متوقع لتناول القهوة اليومية على الدماغ، حيث توصل الباحثون إلى أن استهلاك الكافيين بانتظام قد يؤدي إلى تقليص حجم المادة الرمادية في المخ، وهو ما قد يفتح باب النقاش حول التأثيرات العصبية طويلة المدى لهذا المشروب الشائع.
تراجع المادة الرمادية
وفقًا للدراسة التي نُشرت في دورية Cerebral Cortex ونقلها موقع New Atlas، فإن الدماغ البشري يتكون من المادة الرمادية والمادة البيضاء، حيث تُعد الأولى مسؤولة عن العمليات العصبية المعقدة، بينما تلعب الثانية دورًا في نقل الإشارات بين الخلايا العصبية.
وبحسب النتائج، فإن استهلاك الكافيين يوميًا لمدة عشرة أيام أدى إلى انخفاض واضح في حجم المادة الرمادية لدى المشاركين في الدراسة، دون أن يكون لذلك ارتباط مباشر باضطرابات النوم، مما يشير إلى أن الكافيين نفسه قد يكون له تأثيرات على بنية الدماغ.
تأثير خاص على الذاكرة والإدراك
ووجدت الدراسة أن التأثير كان ملحوظًا بشكل خاص في الفص الصدغي الإنسي الأيمن، وهي المنطقة التي تضم الحُصين، المسؤول عن تكوين الذاكرة والإدراك المكاني. وتشير أبحاث سابقة إلى أن هذه المنطقة تتأثر بالأمراض العصبية مثل الزهايمر وباركنسون، مما يفتح التساؤلات حول دور الكافيين في هذه الحالات.
نتائج متضاربة.. هل القهوة مفيدة أم ضارة؟
رغم هذه النتائج، لا تعني الدراسة بالضرورة أن القهوة تضر بالصحة العقلية. فقد أشارت أبحاث سابقة إلى أن الكافيين قد يكون له تأثير وقائي ضد التدهور العصبي المرتبط بالشيخوخة.
كما أكدت الباحثة كارولين رايخرت، المشرفة على الدراسة من جامعة بازل، أن التغييرات في بنية الدماغ تبدو مؤقتة، حيث تعود المادة الرمادية إلى حجمها الطبيعي بسرعة عند التوقف عن تناول الكافيين.
الخلاصة
يبقى الجدل قائمًا حول تأثير القهوة على صحة الدماغ، حيث تكشف الأبحاث الحديثة عن جوانب غير متوقعة لاستهلاك الكافيين. وبينما يعتقد البعض أن القهوة تحمي من التدهور المعرفي، فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على تأثيراتها المحتملة على بنية الدماغ، مما يستدعي مزيدًا من البحث لفهم علاقتها بصحة المخ على المدى الطويل.