في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال لقائه مع ملك الأردن عبد الله الثاني في البيت الأبيض على تنفيذ خطته الرامية إلى السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه إلى مصر والأردن، رغم الرفض القاطع من قبل البلدين والقيادة الفلسطينية. وأكد العاهل الأردني أن هناك “خطة عربية” سيتم تقديمها قريبًا ردًا على المقترحات الأمريكية.
الأردن يتمسك بـ”حل الدولتين” ويرفض التهجير
أكد الملك عبد الله الثاني خلال اللقاء أن الموقف الأردني واضح وثابت، مشددًا على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يقوم على حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأوضح العاهل الأردني أن الدول العربية، بقيادة مصر والسعودية، تعمل على وضع رؤية بديلة يمكن مناقشتها مع الإدارة الأمريكية.
وأضاف الملك عبد الله: “علينا البحث عن حلول تحقق مصالح الجميع، وهناك مشاورات عربية مكثفة بهذا الشأن، بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمناقشة الأزمة في الرياض“. كما شدد على أن الأولوية بالنسبة للأردن هي الحفاظ على استقراره وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
ترمب: “سنسيطر على غزة ونجعلها جوهرة اقتصادية”
من جانبه، قال ترمب خلال لقائه الصحفي إن الإدارة الأمريكية مصممة على السيطرة على قطاع غزة وتحويله إلى “منطقة مزدهرة”، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين “يمكنهم العيش في أماكن أخرى بأمان ورفاهية”. وأضاف: “سنقوم بإعادة إعمار القطاع، وإنشاء مشاريع اقتصادية ضخمة، وستكون غزة واحدة من أهم الأصول الاقتصادية في الشرق الأوسط“.
وأثار ترمب الجدل بتصريحاته حول إمكانية “شراء قطاع غزة”، لكنه عاد وأوضح أن واشنطن لن تشتري القطاع، بل ستسيطر عليه وتديره بشكل مباشر، بهدف إعادة تأهيله اقتصاديًا وجعله أكثر استقرارًا، وفق تعبيره.
مصر في قلب المشاورات.. وترمب يتوقع التوصل لاتفاق
قال الرئيس الأمريكي إنه متفائل بشأن التعاون مع مصر، متوقعًا أن تسهم القاهرة في تنفيذ خطته. وأضاف: “أعتقد أننا سنحقق تقدمًا كبيرًا مع مصر، ونعمل على التوصل إلى تسوية شاملة“.
وحول مكان تهجير سكان غزة، قال ترامب: “لدينا خيارات متعددة، مثل الأردن ومصر، وربما دول أخرى“، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين “يعيشون في أوضاع مأساوية، ويستحقون أماكن أفضل”.
الجدل مستمر.. والعرب يترقبون الخطة الأمريكية
في ظل هذه التصريحات، يترقب الشارع العربي والمجتمع الدولي تطورات المشهد، وسط رفض فلسطيني وأردني ومصري واضح لأي محاولات لفرض حلول أحادية. كما تواصل الدول العربية التنسيق والتشاور لتقديم رؤية بديلة تحفظ حقوق الفلسطينيين، وتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.