تعيش الصين حالياً موجة من القلق بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس يُعرف باسم HMPV أو فيروس الالتهاب الرئوي البشري المَخْلَوي، مما أعاد للأذهان المخاوف من تكرار سيناريو كوفيد-19 الذي هزّ العالم قبل خمس سنوات.
ما هو فيروس HMPV؟
- HMPV هو اختصار لـ Human Metapneumovirus، وتم التعرف عليه لأول مرة في أوروبا عام 2001، مما يعني أنه ليس فيروساً حديث العهد.
- العدوى موسمية، تظهر عادة خلال فصلي الشتاء وأوائل الربيع، وتنتقل بشكل رئيسي عبر الرذاذ التنفسي أو الاتصال المباشر مع المصابين.
- فترة الحضانة تتراوح بين 3 إلى 6 أيام، وقد يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية أو التهاب الرئة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن وضعيفي المناعة.
أعراض الفيروس
تشبه أعراض HMPV إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا وكوفيد-19، وتشمل:
- الحمى
- السعال وسيلان الأنف
- الصداع وآلام الحلق
- ضيق التنفس في الحالات المتقدمة
الفئات الأكثر عرضة للخطر
على الرغم من أن معظم الحالات خفيفة، إلا أن:
- الأطفال الصغار
- كبار السن
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة
- ذوي المناعة الضعيفة
قد يحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة، وقد تصل حالاتهم إلى الدخول للمستشفيات.
كيف يختلف عن كوفيد-19؟
وفقًا للخبراء، هناك اختلافات جوهرية بين HMPV وكوفيد-19:
- فيروس معروف مسبقاً: تم رصده منذ حوالي 25 عاماً، وبالتالي تم دراسته بشكل كافٍ.
- غير مرتبط بالصين: نشأته تعود إلى أوروبا وليس الصين، وهو موجود في جميع أنحاء العالم.
- أقل خطورة وانتشاراً: لا توجد تقارير تُشير إلى أنه ينتقل بشكل وبائي مثل فيروس كورونا.
- عدم تسجيل وفيات كبيرة: معظم الحالات المسجلة تُظهر أعراضاً خفيفة إلى متوسطة، باستثناء الفئات الأكثر عرضة للخطر.
لماذا زاد انتشاره في الصين؟
يشير الخبراء إلى أن ضعف المناعة بين السكان بعد جائحة كورونا قد يكون عاملاً رئيسياً في انتشار الفيروس حالياً. فالقيود الصحية والتباعد الاجتماعي خلال الجائحة حدّت من التعرض لمسببات الأمراض الأخرى، ما أدى إلى تراجع مناعة السكان أمام الفيروسات الموسمية.
إجراءات الوقاية
- النظافة الشخصية: غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون.
- تجنب الأماكن المزدحمة: خاصة في فترات تفشي الأمراض التنفسية.
- ارتداء الكمامات: عند التواجد في أماكن مغلقة أو مزدحمة.
- تقوية جهاز المناعة: من خلال التغذية الجيدة وتناول الفيتامينات.
- التطعيم: لا يوجد لقاح حاليًا لـHMPV، لذا تُركز الإجراءات الوقائية على الحد من انتقال العدوى.
هل يشكل تهديداً عالمياً؟
حتى الآن، لم تصدر أي تحذيرات من منظمة الصحة العالمية حول تصنيفه كوباء عالمي، ولكن هناك متابعة دقيقة للوضع. ويؤكد الأطباء أن الأمر لا يستدعي الذعر، خاصة أن الفيروس لا يُظهر خصائص تجعله ينتشر بسرعة أو يتحول إلى جائحة مثل كوفيد-19.