دعا الدكتور صديق عفيفي، رئيس المجلس العربي للأخلاق والمواطنة ورئيس مجموعة طيبة التعليمية ، الدكتور حسام بدراوي ، مستشار الحوار الوطنى ، للمشاركة فى مؤتمراً حول “التربية الأخلاقية والقيم في المؤسسات التعليمية والتربوية” والذي ألقي “بدراوي” فيه كلمة ” حوار مع الشباب حول القيم”.
اقرا ايضا..حسام بدراوي: حان الوقت لوجود استقلال للسلطات
وأوضح مستشار الحوار الوطنى ، أن علم القيم من حيث هو مبحث أخلاقي، يدرس مشكلتي الخير والشر، ويطرح مسائل أساسية مثل مفهوم الخير، وهل هو صفة موضوعية، يطلق على تصرفات بشرية معينة، وكيف يقيّم السلوك البشري بين الخير والشر، وماهية ، مصدر الخير وطبيعته، في الوعي الأخلاقي البشري.
وأضاف بدراوي ، أنة تُعرّف القيم الإنسانيّة على أنّها الفضائل التي تُوجّه الإنسان في تفاعلاته مع نفسه ومع الآخرين ، وتظهر من خلال مواقفه،بدون أن يدري بها لأنها تندمج في وجدانه وتترتب حسب أهميتها له، وتوجّهه نحو اختياراته ، وتحدد سلوكه.
وتابع :” هذه القيم التي يمتلكها الفرد لا تكون فطريّة، بل تكون نتيجة التنشئة الاجتماعيّة التي ينشأ عليها منذ وقت ولادته وتستمر معه طوال حياته. وتشتمل القيم الإنسانيّة على: الاحترام، والاستماع، والتعاطف، والمودة، والتقدير، ومحبة الآخرين، و من خلال هذه القيم يُصبح المرء قادراً على التّحلّي بالقيم الأخلاقيّة، مثل: العدالة والنزاهة، والتسامح ونبذ العنف ، كما تُحفّز الفرد على التفكير، والتحدّث، والتصرّف “.
وأكمل :” تقسم القيم الإنسانية إلى عدّة فئات، أولهالتي تُعدّ من أكثر القيم الجوهرية للإنسان ، و تعني بحماية الذات والحرية في الاختيار، وثانيها هي القيم العائليّة حيث ، تُعتبر العائلة هي الوحدة الأساسية للمجتمع، ويمكن الحفاظ على هذه القيم عن طريق التقاليد، والثقة، والمحبة” ، قائلا :” ثالث نوع هو القيم المهنيّة التي يَكتسب الإنسان من خلال مهنته ، إذ إنّ لكلّ مهنة قيماً خاصة بها، وهناك القيم الوطنيّة التي تهدف إلى منح المساواة والعدالة لجميع المواطنين، وتمثّل هذه القيم تقاليد، وتاريخ الأمة، وتجارب شعبها منذ نشأتها”.
ولفت بدراوي ، إلى أن القيم الأخلاقيّة فتنتقل من جيل إلى آخر عن طريق التقليد، وهذه القيم تُشكّل المسار الصحيح للفرد ليَحظى بالحب والاحترام في المجتمع ، وأخيراً القيم الروحيّة وتشمل الحب، والرحمة، والعدالة، والحقيقة، وتغرس فطرياً في الإنسان، بغض النظر عن دينه، أو ثقافته، أو جنسيته، فتوحّد جميع البشر في العالم، حيث تتجاوز مشاعر الحب والرحمة جميع حواجز الدين، والعرق، والقوميّات.
وأشار مستشار الحوار الوطنى ، إلى أنه من الممكن أن ننجح في تطوير التعليم ونستخدم وسائل التطور بشكل فائق، لكننا قد نخرج أيضا وبدون قصد، المبتكر والعالم والمبدع والعبقري ولكنه في الوقت نفسه، المتطرف في الفكر والعنيف والمتحرش؛ فالمسألة ليست في إدخال منهج لحقوق الإنسان لمنع العنف أو إصدار التعليمات بمنع التحرش واحترام المختلف، ولكنها طريقة حياة داخل المؤسسة التعليمية التي يخرج منها هذا الشاب، أو الشابة قادرا على التمييز بين الحق والباطل.
وتابع :” يعيش في إطار يحترم حقوق الآخرين من غير منهجية العنف الزائد الموجود في المجتمعات الحديثة. إن صنع الوجدان يتم في مؤسسات التعليم، في الأسرة، من الإعلام، في مناخ الثقافة العامة والفنون. وتتداخل في التعليم أمور جديدة مثل اللعب والالكترونيات واستخدام الانترنت والوصول للمعارف غير المحدودة واليوتيوب وغيرها “.
وأكد بدراوي على أنه إذا تعلمنا كيفية استخدام أدوات العصر لخلق الوجدان الذي يسمح بالتسامح وقبول التعددية وقبول الآخر واحترامه والسلام مع النفس ومع الآخرين أصبحت لدينا فرصة للقفز فوق تحديات بنيت عبر السنين. وإذا انتظرنا أن يأتي الحل بالدعاء والتمني فإن المجتمع سينزلق أكثر ويغرق في تناقضات فرضت على جيلنا ومن سبقونا نتيجة الجهل، بين الحداثة والسلفية وبين التنوير والجاهلية وبين العلم والمعرفة وخرافات الماضي ومعتقدات خلقت في وجدان الناس في وقت كانت فيه المعرفه قليلة ومنهجية العلم غائبة.