تستمر قضية “سفاح الإسكندرية” في جذب الأنظار، بعد الكشف عن تفاصيل جديدة تشيب لها الأبدان، حيث لا يزال اسم “نصر الدين غازي”، المحامي الذي تم القبض عليه، يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي. ففي تطور مفاجئ وغير متوقع، ظهرت معلومات جديدة عن استخدامه حسابه الشخصي على موقع فيسبوك للتخفي وراء منشورات دينية وعلمية بهدف إبعاد الشبهات عنه قبل إلقاء القبض عليه.
حيلة التستر وراء الدين والعلم
من خلال حسابه على “فيسبوك”، اعتمد المتهم على نشر محتوى ديني متنوع، شمل آيات قرآنية وأدعية إسلامية، في محاولة واضحة لتكوين صورة أمام متابعيه كشخص ملتزم دينياً واجتماعياً. وكان يتقن اختيار الأدعية بعناية فائقة، مثل الدعاء الذي نشره في 6 فبراير، قبل أيام من القبض عليه، والذي بدأه بعبارة: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، في إشارة إلى طلب الفرج وفك الكرب.
لكن الأمر لم يتوقف عند الأدعية فقط، فقد كان سفاح الإسكندرية حريصاً على نشر منشورات علمية وفكرية متعلقة بأحكام النحو، مثل تلك التي تناول فيها “أحكام العدد والمعدود”، بالإضافة إلى منشوراته التي تناولت مفاهيم سياسية معقدة مثل “الليبرالية” و”الإمبريالية”. هذه المنشورات كانت تهدف إلى بناء صورة عن شخص موسوعي واسع الاطلاع، وخصوصاً في مجالات تتعلق بالثقافة والعلم، وهو ما أضفى عليه نوعاً من الجاذبية لدى متابعيه، لكن الواقع كان مختلفاً تماماً.
التستر وراء العلم والدين
قد يبدو من السهل التغاضي عن هذه المنشورات في سياق الحياة اليومية على الإنترنت، إلا أن القاتل كان يستخدم هذه المنشورات كغطاء لأفعاله الإجرامية. في الفترة نفسها التي نشر فيها منشورات دينية وعلمية، كانت التحقيقات قد توصلت إلى أن “سفاح الإسكندرية” كان قد ارتكب جرائم قتل مروعة، ما جعله ينجح في خداع الكثيرين حتى اللحظات الأخيرة.
القبض على السفاح وتفاصيل جديدة في القضية
عقب القبض عليه، كشفت التحقيقات عن تفاصيل مرعبة، حيث تم العثور على ثلاث جثث لضحاياه المدفونين داخل شقته بمنطقة المعمورة. السفاح، الذي تبين أنه محامٍ يبلغ من العمر 52 عاماً، اعترف بقتل زوجته الأولى نتيجة خلافات شخصية، ثم قتل ضحية أخرى من موكلاته بسبب نزاع حول أتعاب المحاماة. وقد قام بقتل الضحايا ودفنهم في شقته التي استأجرها في المنطقة.
إحدى الصدمات الكبرى كانت حينما اكتشفت الأجهزة الأمنية جثتين داخل أكياس بلاستيكية في الأرضية، بينما عُثر على الجثة الثالثة في مكان آخر. وقد أظهرت التحقيقات أن القاتل كان يستغل الشقة أيضاً لإقامة علاقات نسائية غير مشروعة، وهو ما يفسر الكم الكبير من التستر على حقيقته في كل منشور كان ينشره على الإنترنت.
علاقة السفاح بالشقة ومفاجآت أخرى
تفاصيل أخرى تكشفت حول الشقة التي كان يسكن فيها السفاح. تبين أن الشقة كانت تُستخدم كمقر لمقابلة موكليه، ولكنها أيضاً كانت مكاناً يُمارس فيه نشاطاته الدنيئة. ولم تتوقف الجرائم عند هذا الحد، حيث تم العثور على جثة ثالثة في منطقة أخرى بعد اعتراف السفاح بها. هذه الجثة كانت لامرأة أخرى، حيث أكد المتهم أنه قتلها ودفنها في مكان بعيد عن الشقة، ما يفتح المجال لظهور مزيد من الجرائم المحتملة في المستقبل.