في مأساة هزت صناعة السينما في هوليوود، دمرت حرائق الغابات الأخيرة في لوس أنجلوس قصرًا تاريخيًا تم استخدامه في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية الشهيرة على مدار أكثر من 100 عام. القصر، الذي يقع في منطقة ألتادينا بمقاطعة لوس أنجلوس، شهد تدميرًا شاملاً بفعل النيران التي لا تزال تشتعل في التلال الشمالية من المدينة.
الحرائق التي اجتاحت مناطق واسعة في كاليفورنيا، ألحقت أضرارًا كبيرة بمنازل العديد من المشاهير. من بين هؤلاء، فقدت باريس هيلتون، جون جودمان، ووالدة بيونسيه، تينا نولز، منازلهم جراء هذه الكارثة. كما تضررت بشكل كبير منطقتا “باسيفيك باليساديس” و”إيتون”، حيث احترقت العديد من المنازل تمامًا.
القصر الذي تم تدميره كان معروفًا بكونه موقعًا أساسيًا في العديد من الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية المرموقة. تم تصوير مشاهد فيه لعدة أفلام، مثل “Kingdom Come” عام 2001، وبرنامج “Entourage”. كما استخدم مؤخرًا في المسلسل الكوميدي “Hacks”. ولعل الأبرز هو أنه كان قد ظهر في فيلم “Seven Years Bad Luck” في عام 1921، ليصبح جزءًا من تاريخ السينما الأمريكية.
بُني هذا المنزل في القرن التاسع عشر بواسطة أندرو ماكنالي، مؤسس شركة (Rand-McNally) الشهيرة للخرائط، ومرت السنين ليصبح رمزًا ثقافيًا وفنيًا في لوس أنجلوس. وبعد أن تم بيعه في عام 2021، استمر القصر في جذب الأنظار كواحد من أقدم المواقع السينمائية في المنطقة.
هذه الحرائق لم تقتصر فقط على تدمير الممتلكات، بل كانت بمثابة ضربة أخرى للتراث الثقافي لمدينة لوس أنجلوس، حيث اندثرت أجزاء من التاريخ الفني الذي ارتبط به القصر. حتى أن أحد محبي الأفلام الذي زار المكان وصفه بأنه “أحد أجمل أماكن المعيشة التي رآها في حياته”.