هي عالمة الآثار المصرية والباحثة المتخصصة في تاريخ الفن ، والتى تعمل على مشروع كبير لحفظ هذا التراث ورقمنته، وإتاحته للباحثين والدارسين وطلاب وطالبات المعرفة ، دشنت العالمة الدكتورة هالة هاشم غنيم، مشروعاً لحفظ التراث الثقافي المصري ورقمنته، حتى لا يُحرَق إرثنا الثقافي، ولا يلقى ما لقيه المجمع العلمي من إهمال أدى إلى إتلاف مقتنياته بالحرق.
اقرا ايضا ..المستشار اشرف المقدم :حزب شعب مصرحلم الكثير من أبناء الوطن
بدأت الدكتورة هالة رحلتها العلمية من الفيوم، ثم حطت برحالها في الولايات المتحدة، ثم حالياً في جمهورية ألمانيا الاتحادية. الطموحات عظيمة والتحديات كبيرة ولكن الكفاح والعمل الشاقّ سيدا الموقف! التقينا بالدكتورة هالة، وتناولنا مشروعها الكبير والضروري.
وبدأ اهتمام الدكتورة هالة هاشم غنيم ، بالتراث منذ سن صغيرة، فالتحقت لمدة عام ونصف بكلية الآثار في جامعة القاهرة فرع الفيوم، في تخصص ترميم الآثار، ثم تلقيت منحة من وزارة الخارجية الأمريكية وهيئة الفولبرايت لإكمال دراستي في جامعة روجر وليامز في ولاية رود أيلاند، وتخصصت في تاريخ الفن وحفظ التراث والحمد لله تفوقت في دراستي، وحصلت على منحة أخرى من جامعة هاواي في الولايات المتحدة الأمريكية، لدراسة الماجستير في تاريخ الفن وحفظ التراث اللا مادي.
وعادت الدكتورة هالة هاشم غنيم ،بعدها إلى القاهرة وعملت في مركز إحياء تراث العمارة الإسلامية في القاهرة، وشاركت ضمن فريق في مشاريع عدة منها إعادة تأهيل الدرعية وحي الطريف في المملكة العربية السعودية، ومشروع اليونسكو لترميم قلعة أربيل في العراق الشقيق، ثم مشروع توثيق استراحة الملك فاروق في هضبة الأهرام، وكذلك باب العزب في القلعة، ثم مشروع إعادة تأهيل قصر الدوبارة.
وبعد ذلك حصلت الدكتورة هالة هاشم غنيم ،على منحة مؤسسة يوسف جميل لدراسة الدكتوراه في جمهورية ألمانيا الاتحادية في جامعة ماربورغ، ثم منحة دراسات ما بعد الدكتوراه من أكاديمية ماربورغ للبحوث ، حيث راودت فكرة مشروع التراث الثقافي في الفضاء الرقمي منذ الحادث المؤسف لحريق المجمع العلمي في مصر في كانون الأول/ديسمبر 2011.
ومنذ ذلك الحين بدأت تتبلور الفكرة الخاصة بحفظ التراث المعرفي والثقافي المصري، ورقمنته. وفي عام 2018، كنت قد بدأت بالفعل بالتواصل مع الوزارات المصرية المختلفة ومشاركتها الفكرة. أما في الجانب الألماني، فقد أخبرني مشرف الدكتوراه حينها، البروفسور ألبرشت فوس، بأنه سيشرف على المشروع فقط إن استطعت أن أحصل على الدعم المادي من إحدى الهيئات التعليمية الكبرى في ألمانيا. وبالفعل وفقني الله عز وجل، وتم قبول المشروع من هيئة التبادل الأكاديمي الألمانيDAAD وفاز بالتمويل ضمن الشراكة المصرية الألمانية من أجل التطوير بفئتيها طويلة المدى وقصيرته.
وأستطيع أن أقول إنه من العظيم أن يكون اتجاه وطننا الغالي وحكومتنا هو التحول الرقمي الدؤوب، وهذا ما شجعني لإطلاق المشروع إيماناً مني بجهود الدولة ورئاسة الجمهورية في هذا الصدد، ولكن من المحزن بل الصادم، غياب الدراية بأهمية الرقمنة في حفظ وترويج التراث الثقافي المصري في بعض مؤسسات الدولة، والتي عمدت إلى تعطيل المشروع أحياناً كثيرةً.
كما تسبب تباطؤ بعض الإجراءات في تعطيل العمل، وإضعاف حماسة بعض الأطراف، وعزوفها عن المشاركة في الفاعليات، وضياع فرص تمويل هائلة كان من الممكن أن تستفيد مصر منها في حفظ الكثير مما لديها من تراث ثقافي متنوع وثري، ورقمنته وإتاحته.
حيث إخلاص النية في العمل ووضع مصلحة الوطن ومنفعة الناس قبل المصلحة الشخصية، هي أول سبل النجاح، بالإضافة إلى ذلك لا بد من امتلاك أدوات التواصل الفعال وفهم آليات العمل العابرة للثقافات، وأتمنى أن نلقى في المرحلة القادمة للمشروع تجاوباً على المستويين العربي والإقليمي، بجانب المستوى القومي المصري.
ويستهدف المشروع مواد التراث المصري كافة، بما في ذلك التراث المادي والتراث غير المادي ، نحاول أن نعمل على جعل هذا التراث متاحاً للجميع من خلال إنشاء بوابات ترويج وإنشاء متاحف رقمية تستهدف الباحثين وعامة الناس بطريقة لا تؤثر على السياحة وتستهدف مبدأ “التراث للجميع”.