في عام 2015، وقعت مصر اتفاقية مع شركة “نافال جروب” الفرنسية لشراء حاملتي المروحيات “ميسترال”، في صفقة قدرت قيمتها بنحو 950 مليون يورو. تُعد “ميسترال” من أبرز المنصات العسكرية التي انضمت للأسطول المصري، حيث أضافت للجيش المصري، وخاصة البحرية، إمكانات هائلة تعزز من قدراته الدفاعية والهجومية وتمكنه من تنفيذ عمليات متعددة الأبعاد بكفاءة عالية.
قدرات استراتيجية شاملة لحاملات “ميسترال”
تتمتع حاملات “ميسترال” بقدرة عالية على نقل الطائرات العمودية، والمركبات العسكرية، والقوات، مما يجعلها مثالية لدعم العمليات البرمائية والبرية، وتوسيع نطاق العمليات العسكرية المصرية. وتساهم هذه السفن في تقديم استجابة سريعة للأزمات الإنسانية، حيث تُستخدم كمستشفى ميداني متكامل وتقدم دعماً لوجستياً في مناطق النزاعات.
وتعزز “ميسترال” من قدرة مصر على حماية مصالحها الوطنية في البحرين المتوسط والأحمر، إذ تمكن الأسطول البحري المصري من القيام بمهام الهجوم البرمائي، وحمل المروحيات الهجومية والدفاعية من طراز “كاموف كا 52” و”أوجستا”، وتؤدي دور القيادة والسيطرة في العمليات العسكرية.
الأنظمة الدفاعية والتكنولوجية المتقدمة
تم تجهيز حاملات “ميسترال” بأنظمة دفاع جوي من طراز “أفينجر”، وأنظمة اتصالات متقدمة، إلى جانب المروحيات القتالية والطائرات المسيرة ذات الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL). وتتسع “ميسترال” لحمل 15 مروحية ثقيلة أو 35 مروحية خفيفة، كما تستطيع استيعاب 40 دبابة أو 70 مركبة عسكرية تشمل 13 دبابة، و450 جندياً، مما يوفر قوة هجومية فعالة وقدرة على تنفيذ مهام متنوعة.
المستشفى الميداني المتكامل
تضم “ميسترال” مستشفى يمتد على مساحة 750 م²، مجهز كلياً لاستقبال حالات الطوارئ والإصابات، ويضم 69 سريراً و20 غرفة تشمل غرف عمليات وأشعة، وقسم للعناية المركزة يتسع لـ 7 غرف، وقسم للأسنان. ويعزز المستشفى قدرة مصر على تقديم دعم طبي فوري في حالات الكوارث والأزمات الإنسانية، حيث يمكن إضافة 50 سريراً طبيًا إضافيًا لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
دور “ميسترال” في تعزيز الاكتفاء الذاتي الأمني لمصر
يمثل انضمام حاملات “ميسترال” للأسطول المصري خطوة استراتيجية نحو الاكتفاء الذاتي في مجال التسليح، ويعكس التزام مصر بتطوير قدرتها الدفاعية المستقلة وتقليل اعتمادها على المصادر الخارجية. من خلال تجهيز الحاملات بتقنيات حديثة، تستطيع مصر تعزيز دورها الدفاعي والإقليمي، وتأمين مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، مما يجعل من حاملات “ميسترال” رمزاً للتقدم العسكري ومصدرًا هامًا لتعزيز الأمن القومي المصري.