في ظل تصاعد العنف المستمر بين إسرائيل وحركة حماس، تكثف الولايات المتحدة ومصر وقطر وغيرها من الدول العربية من جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة. تهدف هذه التحركات إلى تهدئة الأوضاع وحماية المدنيين، وتفادي كارثة إنسانية في المنطقة، بينما تتبادل الأطراف المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار.
تحركات مصرية وأميركية للتهدئة
التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، في القاهرة لبحث سبل وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. كما قدم السيسي اقتراحًا جديدًا يتضمن وقفًا مؤقتًا للقتال لمدة يومين، مقابل تبادل أربعة رهائن إسرائيليين بعدد من الأسرى الفلسطينيين، مما يمهد الطريق لوقف كامل للأعمال العدائية.
مبادرة هدنة لمدة شهر
ذكرت صحيفة “هآرتس” أن الولايات المتحدة وقطر اقترحتا هدنة لمدة شهر، مقابل إطلاق سراح ما بين 11 و14 رهينة تحتجزهم حماس في غزة. تأتي هذه المبادرة بعد جهود وساطة شملت مصر وقطر لتخفيف حدة النزاع المستمر منذ هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023. وحتى الآن، لم تسفر هذه الجهود عن أي هدنة طويلة الأمد.
موقف نتنياهو وتصاعد الانتقادات
يرى محللون، مثل جهاد حرب، أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتشدد تجاه أي مبادرات للتهدئة قد يعود لأسباب سياسية، منها عدم تقديم أي مكاسب للمرشحة الديمقراطية كمالا هاريس قبل الانتخابات الأميركية القادمة. فيما يؤكد مدير مركز القوة العسكرية والسياسية بواشنطن، برادلي بومان، على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تهديدات حماس”.
تدهور الأوضاع الإنسانية
في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، يصر المجتمع الدولي على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين. يشمل ذلك توفير المساعدات الإنسانية ووقف التصعيد العسكري في المنطقة، إذ أن استمرار القصف المتبادل يزيد من أعداد الضحايا ويعرض المدنيين لخطر شديد، خاصة في ظل انقطاع الخدمات الأساسية.
الشراكة المصرية الأميركية ومستقبل الاستقرار في المنطقة
وفي لقاء جمع الرئيس المصري والمسؤولين الأميركيين، أكد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون لضمان استقرار المنطقة. كما شدد السيسي على ضرورة وقف التصعيد في لبنان أيضًا، محذرًا من التداعيات الخطيرة لأي تصعيد إقليمي على شعوب المنطقة.