شهدت العلاقات المصرية-الجيبوتية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث توجّهت الأنظار نحو تعزيز الروابط الأخوية بين البلدين، في ظل التحديات المتزايدة على الساحة الإقليمية والدولية. في هذا الإطار، جرى اليوم اتصالٌ هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول أهم القضايا المشتركة التي تجمع البلدين.
أكد الرئيس السيسي ونظيره الجيبوتي على عمق الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين، مشددين على ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين. وقد أبدى الرئيسان حرصهما على تطوير الشراكة الثنائية، خاصةً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، فضلاً عن تعزيز التبادل التجاري بين القاهرة وجيبوتي، في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة التي تواجه المنطقة بأسرها.
ترسيخ التعاون في الشؤون الاقتصادية والاستثمارية
في حديثه مع الرئيس جيله، أعرب الرئيس السيسي عن استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم والمساندة لجيبوتي، لاسيما في مجالات التجارة والاستثمار، بما يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي في كلا البلدين. من جانبه، أعرب الرئيس الجيبوتي عن تقديره للدور المصري الفاعل في القارة الأفريقية ودعمه لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية.
ناقش الجانبان أيضاً إمكانية تكثيف جهود التعاون في مجال البنية التحتية والطاقة، حيث تسعى مصر إلى توسيع نطاق استثماراتها في دول القرن الأفريقي، بما في ذلك جيبوتي، من خلال تطوير مشاريع تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين. كما اتفق الطرفان على تعزيز التعاون في مجالات النقل البحري والخدمات اللوجستية، باعتبار جيبوتي منطقة استراتيجية تربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، وهو ما يمكن أن يُسهم في زيادة حركة التجارة وتسهيل نقل البضائع بين قارات العالم.
مصر تدين بشدة اعتداءات ميليشيا الدعم السريع على المدنيين في ولاية الجزيرة وتدعو للالتزام بإعلان جدة
ميدو جابر: نسعى لتجميع أكبر عدد من النقاط وجمهور المصري هو الدافع الأكبر لنا
إعصار دانا يؤجل مباراة فالنسيا وريال مدريد في الدوري الإسباني
مانشستر يونايتد يقسو على ليستر سيتي ويؤكد عودته بقوة في كأس كاراباو
توتنهام يقصي مانشستر سيتي من كأس كاراباو: جوارديولا يفشل في المخاطرة من جديد
التشاور حول القضايا الإقليمية وضمان استقرار الملاحة البحرية في البحر الأحمر
وفيما يتعلق بالتحديات الإقليمية، تناول الاتصال بين الرئيسين مستجدات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وضرورة ضمان استقرار وسلامة الملاحة البحرية، حيث تشكّل منطقة البحر الأحمر أحد المحاور الحيوية للتجارة الدولية. وتطرّق الرئيسان إلى الأهمية البالغة التي يحظى بها هذا الممر المائي، ودوره في تعزيز حركة النقل البحري، مع التشديد على أهمية التعاون بين دول المنطقة لضمان سلامة السفن وتعزيز الأمن في المياه الإقليمية.
كما أبدى الرئيسان قلقهما بشأن التحديات الأمنية التي تواجه بعض الدول المطلة على البحر الأحمر، واتفقا على أهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق الاستقرار، بما يخدم تطلعات شعوب المنطقة نحو التنمية والازدهار. وتأتي هذه المناقشات في وقت تشهد فيه منطقة القرن الأفريقي توترات أمنية وسياسية قد تؤثر على استقرار الدول المجاورة، مما يستدعي تعزيز التنسيق بين دول المنطقة للتصدي لأي تهديدات قد تؤثر على الملاحة البحرية.
التعاون في إطار الاتحاد الأفريقي ودعم أولويات التنمية للدول الأفريقية
في ضوء العلاقات الوثيقة بين القاهرة وجيبوتي، شدّد الرئيس السيسي على التزام مصر بدعم القارة الأفريقية عبر التعاون المشترك مع دول الاتحاد الأفريقي. وأكد الجانبان خلال المكالمة الهاتفية حرصهما على تعزيز التنسيق والتشاور بشأن القضايا التي تواجه الدول الأفريقية، خاصةً في ظل التحديات الاقتصادية والتنموية التي تفرضها التغيرات العالمية.
واتفق الرئيسان على ضرورة الاستمرار في دعم برامج الاتحاد الأفريقي التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتقديم الدعم اللازم لمشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة في الدول الأفريقية. كما أكدا أهمية التكاتف الأفريقي لمواجهة التحديات المشتركة، والاستفادة من الموارد الطبيعية والفرص الاقتصادية المتاحة في القارة بما يعود بالنفع على شعوبها.
كما أشار الرئيسان إلى أهمية تعزيز التعاون في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية. واعتبرا أن التعاون في هذه المجالات سيساهم في تعزيز قدرة الدول الأفريقية على الصمود أمام الأزمات الاقتصادية والغذائية، خاصةً في ظل الأزمات التي تشهدها الساحة الدولية.
رؤية مشتركة نحو استقرار إقليمي وتنمية مستدامة
في ختام المكالمة، أكد الرئيسان السيسي وجيله عزمهما على مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين، وتكثيف التنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأعرب الرئيسان عن أملهما في تحقيق المزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري، بما يعزز من قدرات البلدين ويسهم في توفير فرص العمل ورفع مستوى المعيشة.
ويأتي هذا الاتصال في وقت يواجه فيه العالم تحديات متزايدة على مختلف الأصعدة، حيث يسعى البلدان من خلال تعاونهما إلى تعزيز الاستقرار والتنمية في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، مما يعزز من قوة وتماسك القارة الأفريقية ويعزز دورها على الساحة الدولية.