أثبت نادي توتنهام هوتسبير مساء الثلاثاء تفوقه على مانشستر سيتي بعد مباراة مثيرة انتهت بفوز الأول بنتيجة (2-1) في دور الـ16 من كأس كاراباو، على أرض ملعبه وبين جماهيره، في لقاء عانى فيه المدرب الإسباني بيب جوارديولا من صعوبة تحقيق التفوق بسبب قراراته التكتيكية واحتفاظه بالأساسيين على مقاعد البدلاء. وجاءت المباراة لتؤكد استمرار عقدة توتنهام لجوارديولا، حيث لم يتمكن المدرب من تطبيق استراتيجية المخاطرة، التي غالبًا ما تجلب له النجاحات في مواجهاته المحلية والأوروبية، ليخسر مجددًا أمام خصمٍ قويّ اختار أن يخوض المباراة بقوته الكاملة.
توتنهام سيطر منذ بداية اللقاء واستطاع استثمار هذا الضغط بهدف مبكر في الدقيقة الخامسة بفضل تسديدة قوية من المهاجم الألماني تيمو فيرنر، الذي ضرب شباك سيتي بتسديدة لم تترك للحارس أي فرصة للرد. بعد عشرين دقيقة، عاد السنغالي بابي ماتار سار ليعزز النتيجة لصالح فريقه عبر صاروخية من خارج منطقة الجزاء، مستفيدًا من حالة الارتباك في دفاع السيتيزنز.
اعتمد توتنهام على تشكيلة هجومية ضمت فيرنر، كولوسيفسكي، وجونسون، ما منحهم القدرة على الهجوم المتواصل، بينما بدأ مانشستر سيتي المباراة بتشكيلة مختلطة من الاحتياطيين، في ظل قرار جوارديولا بإراحة لاعبيه الأساسيين، بسبب ضغط المباريات المكثف هذا الموسم. وقد برر جوارديولا في تصريحات سابقة قراره، مشيرًا إلى أن الجدولة الشديدة للمباريات تتطلب إدارة الجهد.
وبالرغم من هدف تقليص الفارق الذي سجله البرتغالي ماثيوس نونيز في الدقيقة 45+4، بعد تلقيه تمريرة رائعة من البرازيلي سافينيو، إلا أن محاولات مانشستر سيتي لتحقيق التعادل في الشوط الثاني باءت بالفشل. حاول سيتي جاهداً العودة إلى المباراة عبر هجمات متفرقة من نونيز وبديله الشاب جاكوب رايت، لكن الحارس الإيطالي فيكاريو وقف سدًا منيعًا أمام محاولاتهم، لينتهي اللقاء بخروج السيتيزنز من البطولة.
شهدت المباراة تألقًا واضحًا من الحارس الألماني أورتيجا من جانب السيتي، حيث تصدى لأكثر من محاولة خطيرة من كولوسيفسكي وفيرنر، فيما رد عليه فيكاريو حارس توتنهام بمهارات تصدي قوية منع بها السيتي من العودة. ونجح البديل بيسوما في إنقاذ كرة من على خط المرمى في الدقيقة 88، مؤكدًا تماسك الدفاع المحكم للفريق المضيف.
جوارديولا الذي يُعرف بقدرته على تغيير موازين المباريات من خلال التكتيكات الجريئة، فضل الابتعاد عن المخاطرة في هذه المباراة الحاسمة، مما أثار تساؤلات حول خياراته في إدارة المواجهات الكبرى. فيما بدا توتنهام تحت قيادة المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوجلو عازمًا على إحراز لقب محلي يروي عطش جماهيره، التي لم تذق طعم التتويج منذ عام 2008.
بهذا الفوز، يواصل توتنهام سلسلة من النتائج الإيجابية أمام مانشستر سيتي، ويأمل في التقدم أكثر في الكأس. على الجانب الآخر، يجد جوارديولا نفسه مضطرًا للتركيز على الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال لتعويض هذه الخسارة والخروج المبكر من كأس كاراباو.