في تحذير جديد تصاعدت لهجة التهديدات الإسرائيلية تجاه حركة حماس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن إسرائيل مستعدة لتكثيف هجماتها على قطاع غزة بشكل لم تشهده المنطقة منذ وقت طويل، في حال استمرت حماس في إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية أو إذا لم تتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
وفي زيارة له لبلدة “نتيفوت” الإسرائيلية التي تعرضت لهجوم صاروخي مؤخراً من غزة، أضاف كاتس في تصريحاته أن “على حماس أن تتحمل مسؤوليتها”، مشيرًا إلى أن الرد الإسرائيلي سيكون قاسيًا وسيتصاعد إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. وقال: “إذا لم تسمح حماس بالإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة وإذا استمرت في الهجمات الصاروخية، فإنها ستواجه ضربات مدمرة ستجعل غزة تشهد تصعيدًا غير مسبوق”.
تزامنًا مع هذا التصعيد، تكشف التقارير الصحفية عن أن مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود، حيث لا يزال الطرفان يختلفان حول بعض التفاصيل الهامة المتعلقة بالصفقة التي يتوقع أن تشمل الإفراج عن أسرى من الجانبين. وتتمسك حماس بمطالبها التي تتضمن التزام إسرائيل بهدنة دائمة، وهو ما ترفضه تل أبيب بشكل قاطع.
وبينما تعثر المفاوضات، أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن قلقه من استمرار احتجاز الأسرى الفلسطينيين لدى حماس، مطالبًا بالإفراج عنهم في أسرع وقت ممكن. في حديثه خلال حفل رأس السنة، أكد ترامب على ضرورة حل هذه القضية، مشيرًا إلى أن “الرهائن يجب أن يعودوا قريبًا”، مشددًا على أن المماطلة لن تكون في صالح حماس.
في وقت سابق، طلبت حماس من إسرائيل أن توافق على هدنة لمدة أسبوع، تتيح لها إعداد قائمة بالأسرى الذين تطالب بإطلاق سراحهم. وفقًا لهذا المقترح، لن يتم الإفراج عن أي محتجزين خلال الأسبوع الأول من الهدنة، كما أن الجيش الإسرائيلي سيظل في قطاع غزة ولن يعود النازحون إلى منازلهم. رغم ذلك، وافقت حماس على تقديم قائمة بالأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في حال تنفيذ الصفقة، حيث عرضت إطلاق سراح 22 من أصل 34 أسيرًا، لكنها رفضت الإفراج عن 12 آخرين.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس حيث يواجه قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا مستمرًا بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1208 إسرائيليين. في المقابل، استمرت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
ومع تزايد القلق من تداعيات الأزمة المستمرة، يبدو أن التوصل إلى اتفاق قد يكون بعيد المنال في ظل التشبث بالمواقف من الجانبين.