أكد المركز الفرنسي للدراسات أن السياسات الإسرائيلية في المنطقة، لا سيما في جنوب لبنان، تشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي، وتعرقل الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام. وجاء ذلك على لسان الدكتورة عقيلة دبيشي، مديرة المركز، التي شددت على ضرورة التزام إسرائيل بالقرارات الدولية لاحتواء التصعيد المتزايد.
وأوضحت دبيشي، في تصريحات خاصة، أن باريس تولي اهتمامًا بالغًا للوضع في لبنان، وأنها لعبت دورًا محوريًا في تمديد وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير، إلا أن استمرار الهجمات الإسرائيلية وسقوط الضحايا المدنيين يثير قلقًا متزايدًا لدى الأوساط الأوروبية والدولية.
كما أكدت أن فرنسا تدعو جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بقرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار 1701، الذي يهدف إلى منع تدهور الأوضاع على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. وأضافت أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لا تهدد لبنان فحسب، بل تضع المنطقة بأكملها أمام خطر تصعيد لا يمكن التنبؤ بعواقبه.
وفي سياق آخر، أشارت دبيشي إلى أن فرنسا تتعامل بحذر مع مسألة رفع العقوبات عن سوريا، مؤكدة أن أي تخفيف للعقوبات الأوروبية يجب أن يكون مشروطًا بإحراز تقدم حقيقي في العملية السياسية، والتزام النظام السوري بقرارات مجلس الأمن الدولي.
كما أوضحت أن اجتماع الاتحاد الأوروبي الأخير لمناقشة الملف السوري يعكس الضغوط المتزايدة لإيجاد حلول للأزمة الإنسانية والسياسية في البلاد، إلا أن باريس ترى ضرورة ضمان عدم استغلال تخفيف العقوبات لأغراض سياسية، مع التأكيد على تحسين الأوضاع الإنسانية في الداخل السوري.
واختتمت مديرة المركز الفرنسي للدراسات تصريحاتها بالتأكيد على استمرار فرنسا في لعب دور الوسيط الدبلوماسي الفاعل في المنطقة، والعمل على تخفيف معاناة المدنيين عبر الضغط على جميع الأطراف لاحترام القوانين الدولية والبحث عن حلول سلمية مستدامة.