شهدت سواحل مدينة بورسعيد حادث تصادم غير متوقع بين حاملة طائرات أميركية وسفينة تجارية، وهو الحادث الذي أثار انتباه العديد من الأوساط البحرية والإعلامية، حيث وقع في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء 12 فبراير 2025. رغم التصادم، أكدت السلطات الأميركية أنه لم تترتب أي أضرار جسيمة على السفن المعنية ولم تُسجل أي إصابات بين أفراد الطاقم.
ووفقًا للبيان الذي أصدرته البحرية الأميركية مساء الخميس، فإن حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” اصطدمت بسفينة الشحن التجارية “بشيكتاش-إم” قبالة السواحل المصرية بالقرب من ميناء بورسعيد. الحادث لم يؤثر بشكل خطير على الحاملة أو السفينة التجارية، حيث لم تتأثر أية مصانع دفع على متن حاملة الطائرات، مما يعني أنها كانت قادرة على مواصلة عملها بشكل طبيعي بعد التصادم.
التفاصيل الكاملة للحادث
تم تحديد السفينة التجارية المتورطة في الحادث عبر نظام تحديد الهوية الآلي، حيث تبيّن أنها السفينة “بشيكتاش-إم” التي ترفع علم بنما، وكان هذا التصادم نتيجة حادث عرضي في وقت متأخر من مساء الأربعاء، ولم يُسجل أي تسرب للمياه أو أضرار بيئية كبيرة نتيجة التصادم. ورغم الضرر الذي لحق بالسفينة التجارية، إلا أن الحاملة لم تتأثر بشكل كبير ولم تكن هناك أي تهديدات للأمن البحري.
من جانبه، قال المتحدث باسم البحرية الأميركية، تيموثي غورمان، إن الحادث لا يُعتبر حادثًا خطيرًا حيث لم تُسجل إصابات بين أفراد طاقم حاملة الطائرات. كما أضاف أنه تم التعامل مع الحادث بشكل سريع وفعّال. وفيما يتعلق بالسفينة التجارية، فقد أشار المسؤولون إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب التصادم بشكل دقيق.
مواصفات الحاملة “هاري إس ترومان”
تعد حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” واحدة من أكبر السفن البحرية الأميركية، حيث تعمل بالطاقة النووية ويصل وزنها إلى أكثر من 90 ألف طن. وتعتبر هذه الحاملة جزءًا أساسيًا من الأسطول الأميركي وتتمتع بقدرة تشغيلية كبيرة على مستوى الإقلاع والهبوط للطائرات المختلفة. تضم الحاملة 70 طائرة متنوعة، بما في ذلك مقاتلات “إف-18 سوبر هورنت” وطائرات مخصصة للتزود بالوقود، وكذلك طائرات رادار “إي-2 دي هوك-آي”. يُشار إلى أن الحاملة “هاري إس ترومان” قد شاركت في العديد من المهام العسكرية منذ عام 2016، بما في ذلك عمليات ضد تنظيم داعش في الشرق الأوسط.
تأثير الحادث على الملاحة البحرية
على الرغم من أن التصادم لم يتسبب في أضرار كبيرة، إلا أن الحادث أثار تساؤلات حول سلامة السفن العسكرية والتجارية في المياه الإقليمية المصرية. على صعيد آخر، أشار المسؤولون إلى أن السفن الأخرى لم تتأثر بهذا الحادث، وأن العمليات البحرية في المنطقة استمرت دون توقف.
دور مصر في تأمين حركة الملاحة البحرية
من المعروف أن مصر تعد نقطة محورية في حركة الملاحة البحرية العالمية، خاصة عبر قناة السويس التي تعد من أهم الممرات المائية في العالم. يتعامل خفر السواحل المصري مع العديد من الحوادث البحرية سنويًا، مما يعكس الجهود المبذولة لتأمين حركة الملاحة وتوفير الأمان للسفن التجارية والعسكرية التي تعبر المياه الإقليمية المصرية.
خلاصة
في النهاية، ورغم تصادم حاملة الطائرات الأميركية “هاري إس ترومان” مع السفينة التجارية “بشيكتاش-إم”، إلا أن الحادث لم يترتب عليه نتائج كارثية، وتظل حركة الملاحة البحرية في المنطقة آمنة. ورغم التحقيقات المستمرة في الحادث، فإن الأوضاع البحرية لا تزال مستقرة في المنطقة، وتواصل السفن التجارية والعسكرية أنشطتها بشكل طبيعي.