في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن قراره بفرض “رسوم جمركية متبادلة” على الدول التي تجمعها علاقات تجارية مع الولايات المتحدة، وذلك في مسعى لتصعيد حربه التجارية العالمية بشكل كبير.
وخلال تصريحاته للصحافة في البيت الأبيض، أبدى ترمب استياءه الشديد من تعامل بعض حلفاء الولايات المتحدة التجاريين، حيث وصفهم بأنهم “غالبًا أسوأ من أعدائنا” فيما يتعلق بالجانب التجاري، وأكد أن العجز التجاري الذي تواجهه بلاده يعود إلى تطبيق رسوم غير عادلة من قبل هذه الدول.
وأكد ترمب أن الهدف من هذه الخطوة هو إقامة “بيئة تجارية عادلة” مع جميع الأطراف، مستنكرًا الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأمريكية في أوروبا وكندا. وقال: “لقد تعاملوا معنا بوحشية على مستوى التجارة، ونحن لا نقبل بذلك”.
وأوضح الرئيس الأمريكي أنه لا يزال يعتقد أن هذه الرسوم ستساهم في تقليل العجز التجاري، رغم أنه أشار إلى أن أسعار السلع قد تشهد زيادة مؤقتة نتيجة لهذا الإجراء. لكنه عبر عن ثقته في أن هذا الارتفاع في الأسعار سيكون مؤقتًا وأن معدل التضخم، الذي كان محورًا رئيسيًا في حملته الانتخابية الأخيرة، سينخفض تدريجيًا مع مرور الوقت.
وفيما يخص التأثيرات المحتملة لهذه السياسة على الأسواق، أوضح ترامب أنه قد يتم تطبيق رسوم بنسبة تصل إلى 100% على المنتجات القادمة من دول مجموعة “بريكس” (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا). وأضاف أن الرسوم التجارية التي سيتم فرضها ستكون شاملة وعادلة، حيث لن يتم استثناء أي دولة، موضحًا أن الشركات التي تقيم مصانع داخل الأراضي الأمريكية لن تواجه أية رسوم إضافية.
من جانبه، أوضح وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، أن خطط تطبيق الرسوم الجمركية ستكون جاهزة بحلول الأول من أبريل المقبل، حيث سيتم تحديد وتفصيل الرسوم المفروضة على كل دولة بشكل منفصل. وأضاف أن الإجراءات المقبلة ستحدد العقوبات التجارية لكل دولة على حدة، بما يتماشى مع سياسة ترامب الجديدة في مواجهة الحروب التجارية.
هذه الخطوة تمثل تحولًا كبيرًا في سياسات التجارة الأمريكية، حيث بات من المتوقع أن تزداد التوترات التجارية مع الدول الكبرى حول العالم، وهو ما قد يؤدي إلى عواقب اقتصادية بعيدة المدى قد تشمل تغيرات في الأسعار العالمية وتهديدات لنمو الاقتصاد العالمي.